القيامة الصغرى
القيامة الصغرى
Publisher
دار النفائس للنشر والتوزيع،الأردن،مكتبة الفلاح
Edition Number
الرابعة
Publication Year
١٤١١ هـ - ١٩٩١ م
Publisher Location
الكويت
Genres
الثالث: أرواح المؤمنين الصالحين: تكون طيورًا تعلق في شجر الجنة، ففي الحديث الذي يرويه عبد الرحمن بن كعب بن مالك ﵁، عن النبي ﷺ أنه قال: " إنما نسمة المسلم طير يعلق في شجر الجنة، حتى يرجعها الله إلى جسده إلى يوم القيامة " رواه أحمد (١) .
والفرق بين أرواح المؤمنين وأرواح الشهداء، أن أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تسرح متنقلة في رياض الجنة، وتأوي إلى قناديل معلقة في العرض، أما أرواح المؤمنين فإنها في أجواف طير يعلق ثمر الجنة ولا ينتقل في أرجائها. وكون أرواح المؤمنين في أجواف طير يعلق شجر الجنة لا يشكل عليه الحديث الآخر الذي يرويه أبو هريرة عن الرسول ﷺ، وفيه أن الملائكة تقبض روح العبد المؤمن، وترقى به إلى السماء، فتقول الملائكة: " ما أطيب هذه الريح التي جاءتكم من الأرض، فيأتون به أرواح المؤمنين، فلهم أشدُّ فرحًا من أحدكم بغائبه يقدم عليه، فيسألونه: ماذا فعل فلان؟ ماذا فعل فلان؟ فيقولون: دعوه، فإنه كان في غم الدنيا، فيقول: قد مات، أما أتاكم؟ قالوا: ذهب به إلى أمه الهاوية " (٢)، فإن روح المؤمن تلتقي بأرواح المؤمنين في الجنة.
الرابع: أرواح العصاة: سبق أن أوردت النصوص التي تبين ما يلاقيه العصاة من العذاب، فمن ذلك أن الذي يكذب الكذبة تبلغ الآفاق يعذب بكلوب من حديد يدخل في شدقه حتى يبلغ قفاه، والذي نام عن الصلاة المكتوبة يشدخ رأسه بصخرة، والزناة والزواني يعذبون في ثقب مثل التنور، ضيق أعلاه،
_________
(١) أورده الشيخ ناصر الدين الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة: (٢/٧٣٠)، حديث رقم (٩٩٥)، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ورواه ابن ماجة في سننه، ومالك في موطئه، والنسائي بلفظ: (إن أرواح المؤمنين في أجواف طير خضر، تعلق بشجر الجنة) .
(٢) رواه النسائي، كتاب الجنائز، باب ما يلقى المؤمن من الكرامة عند خروج نفسه: (٤/٨) .
1 / 103