Almaniya Naziyya
ألمانيا النازية: دراسة في التاريخ الأوروبي المعاصر (١٩٣٩–١٩٤٥)
Genres
Le Nouveau Temps » و«الراية البيضاء
Le Drapeau Rouge »، «الوضوح
Clarté »، «الشباب الجديد
Le Jeunesse Nouvelle ». وكذلك صار للنساء صحيفة سرية هي، «صوت المرأة
La Voix des Femmes » هذا عن صحف أخرى مثل: «الفرقة السوداء
La Legion Noire »، والصحف الهزلية مثل:
Le Coup de queue du Doudon Montois.
وتدل المقالات التي كانت تنشرها هذه الصحف السرية على أن محرريها، من نخبة القوم المثقفين وأفاضلهم، وأن الغرض الذي كانت تتوخاه هذه الصحف هو كشف القناع عن أعمال السلب والنهب التي يرتكبها السادة الألمان تحت ستار دعم أركان النظام الجديد في أوروبا، كما كانت ترمي إلى دحض مفتريات الدعاية النازية، ثم تعزيز روح المقاومة وحض الأهلين على مناصبة النازيين العداء بكل ما يملكون من قوة، وإظهار شخصيات الخونة والضالعين مع العدو والمتعاونين معه، هذا إلى الإفاضة في الثناء على رجال سلاح الطيران البريطاني، ثم نقل الأخبار المذاعة من محطة لندن المعروفة، وعلى وجه الخصوص أنباء العمليات العسكرية وأخبار القوات البلجيكية الحرة المحاربة إلى جانب البريطانيين وحلفائهم في ميادين القتال. ومما يجدر ذكره أن جميع هذه الصحف كانت تؤيد تأييدا كاملا موقف الملك ليوبولد البلجيكي الذي كان يعتبر نفسه سجينا في أيدي السلطات العسكرية الألمانية ويرفض الإذعان للنازيين، أو أن تكون له صلة مباشرة بهم. وزيادة على ذلك برعت هذه الصحف البلجيكية السرية في أسلوب التهكم اللاذع للنيل من هيبة الجندي الألماني، وهذا بفضل ما كانت تذيعه من أقاصيص ونوادر للسخر بهم. وإلى هذه الصحف يرجع الفضل أيضا في تدبير حركات المقاومة لتعطيل أداة الحرب الألمانية، من ذلك أن الألمان الذين كان يزعجهم نقص كميات الورق الموجودة أرادوا أن يمتنع البلجيكيون عن إتلاف الورق القديم المهمل، بدعوى أن صناعة الورق الجديد من هذه الكمية المهملة من شأنها أن تفضي إلى استخدام حوالي 62 ألف بلجيكي، فانبرت الصحف السرية عقب ذلك تطلب إلى الأهلين إتلاف الورق المهمل القديم؛ لأن الألمان، كما قالت الصحف: «إنما يحتاجون إلى هذا الورق لخدمة أغراض سيئة ليست في مصلحة الوطنيين في شيء». ثم حدث مثل هذا عندما شرع النازيون يجمعون النيكل، فنصحت الصحف السرية الأهلين «أن يخفوا قطع النقد المصنوعة من النيكل لديهم؛ لأنها سوف تنفعهم - ولا شك - في يوم عصيب!» فكانت النتيجة أن النازيين لم يستطيعوا سوى جمع ما يقرب من 6٪ فقط من النيكل الموجود بالبلاد، وكانت تقدر قيمته بنحو مليونين من الفرنكات. أضف إلى ذلك اتساع أعمال التخريب والتدمير في بلجيكا بفضل تشجيع الصحف السرية، مثل إشعال الحرائق في المصانع وانتزاع قضبان السكك الحديدية وتعطيل محطات الإنارة وتوليد الكهرباء، وانفجار القذائف دائما بين الألمان.
ولذا أوقع النازيون عقوبات قاسية على كل من يضبط متلبسا بجريمة قراءة الصحف السرية أو توزيعها أو يشترك في تحريرها أو إدارة أعمالها. وكانت هذه العقوبات تتراوح بين السجن بضعة شهور، والسجن المؤبد، والحبس الانفرادي، والإعدام. مثال ذلك ما حدث في «لييج
Liège »؛ إذ أصدرت المحكمة العسكرية الألمانية في شهر يولية 1941 أحكاما صارمة على عدد من الناس اتهموا بالاشتراك في إدارة وتحرير وتوزيع صحف غير مصرح بصدورها، أو ما حدث في فلندرا الشرقية إذ حكم على اثنين بالإعدام؛ لأنهما كانا يوزعان بعض هذه الصحف وبعض النشرات التي تضمنت أنباء مذاعة من لندن، كما سجن كثيرات من الفتيات المتهمات بجريمة توزيع صحف غير قانونية! ومع هذا فإن الصحف السرية كانت منتشرة في بلجيكا. وكان يصدر من «بلجيكا الحرة
Unknown page