Allah is Gentle with His Servants
الله لطيف بعباده
Publisher
دار القاسم
Genres
لا يعلم عنه أحد ولما أفاق بعد أسبوع فإذا به يفاجأ لقد انتقل من قصره الواسع إلى غرفة في المستشفى، وتغيرت حاله، تكسرت أسنانه، وجرح وجهه، وتشوهت ملامحه، وأقعدت قدماه، لقد أصيب بالشلل!
لقد كانت صدمة قوية، غيرت مجرى حياته وأثرت فيه تأثيرًا عجيبًا، بدأ يسترجع أيامه ولياليه، فرأى أن صحته ذهبت في الحرام، ونشاطه كان في الجري وراء الشهوات .. اليوم أقعده الله ﷿ ليراجع نفسه ويفيق من غفوته، وقال بلسان حاله: الله لطيف بعباده يعصونه ويمهلهم وينكرون نعمته ويمدهم ويتم نعمته بأمر كهذا ليعودوا إليه! حزن أن تكون صحته تراق في شهوة، ونشاطه في معصية، وتذكر بعد شهور من لزوم الاستقامة حال يوسف ﵇ وكيف أتته المعصية وردها وكيف رضي بالسجن ولا يقارف المعصية!
قال ابن القيم نقلًا عن شيخه ابن تيمية:
«كان صبر يوسف عن مطاوعة امرأة العزيز على شأنها أكمل من صبره على إلقاء إخواته له في الجب وبيعه، وتفريقهم بينه وبين أبيه، فإن هذه أمور جرت عليه بغير اختياره، لا كسب له فيها، ليس للعبد فيها حيلة غير الصبر، وأما صبره عن المعصية فصبر اختيار ورضا، ومحاربة للنفس، ولا سيما مع الأسباب التي تقوى معها دواعي الموافقة، فإنه كان شابًا وداعية الشباب إليها قوية،
1 / 14