Ali Mudia
الجزء الأول
Genres
فقلت: صدقة يا رسول الله.
فرفعه إلىأصحابه، وقال: ((كلوا صدقة الفارسي)) فأكلوا ولم يأكل معهم، فأخذت الطريق إلى النخلة الثانية فجنيت منها مثل الأول، ثم رجعت به إليه فقال: ((ما هذا الذي جئتني به يا فارسي)).
فقلت: هدية.
فضحك، وقال: ((نبيك يأكل الهدية، ولا يأكل الصدقة)) فوضع يأكل و[أكل](1) أصحابه معه حتى إذا فرغ من الأكل قال: ((يا فارسي هذا الحائط لك)).
قلت: لا.
قال: ((فأنت شريك فيه)).
قلت: لا.
قال: ((فأنت أجير فيه)).
قلت: لا.
قال: ((فما أنت فيه))؟.
قلت: مملوك لبنت حكيم اليهودي.
قال: ((لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أمسلم يكون مملوك ليهودية، فما قصتك))؟ فأعلمته بقصة الخراب قال: ((فارجع إليها فقل(2) لها: تبيعيني، فإذا قالت: نعم ممن؟ فقل: من محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)) فرجعت، ولما(3) قلت لها قهقهت ضاحكة، وقالت: هيهات!! أمرك معي فارجع فقل له: نعم، هي تبيعني منك بثلاثمائة نخلة شطورا فالأول برني، والآخر صيحاني، والثالث عجوة، لا يفرغ من الأخرى حتى تصير الأولى مثل قامة الرجل، ويصير فيه بلحا، ويصير فيه طلعا ونخلا أخضر، ثم يثمر ويصير رطبا يجنى في ساعة واحدة وآكل منه.
قال سلمان: فآيست من البيع فرجعت وأنا مغموم فنظر إلي النبي صلى الله عليه، فقال: ((ما الذي قالت لك)) فأخبرته.
قال: ((يا سلمان، هذا على الله قليل إرجع إليها وقل: أين تريدين هذا الحائط))؟.
Page 52