Al-juzʾ al-awwal
الجزء الأول
Genres
وقال عثمان لعلي عليه السلام: ما ذنبي إن كانت (قريش) لا تحبكم وقد قتلتم منهم ثمانين كأنهم سيوف الذهب، تشرب أنوفهم قبل شفاههم.
قال القاسم عليه السلام: وقد علمت الأمة أن أبا سفيان لم يزل يكيد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأن معاوية لم يزل يكيد عليا، وأن يزيد بن معاوية لم يزل يكيد الحسين، فهؤلاء أضداد متعاندون، الآباء للآباء، والأبناء للأبناء، ولقد تلهف يزيد بن معاوية على قتل من قتل علي بن أبي طالب عليه السلام من بني أمية يوم أحد ويوم بدر، انتهى.
رجع الحديث إلى بيعة أبي بكر: قالوا: فجاء عمر بن الخطاب، وخالد بن الوليد، وعياش بن أبي ربيعة، إلى باب فاطمة عليها السلام فقالوا: والله لتخرجن إلى البيعة أو لنحرقن عليكم البيت، فصاحت فاطمة عليها السلام يا رسول الله ما لقينا بعدك، فخرج عليهم الزبير مصلتا بالسيف، فلما بصر به عياش قال لعمر: اتق الكلب، وألقى عليه عياش كساء له حتى احتضنه ونزع السيف من يده، فضرب به حجرا فكسره.
وروى في المصابيح أيضا بإسناده إلى عدي بن حاتم قال: قالوا لأبي بكر بايعك الناس كلهم إلا هذين الرجلين علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، فأرسل إليهما، فأتي بهما وعليهما سيفاهما، فأمر بسيفيهما فأخذا ثم قيل للزبير: بايع.
قال: لا أبايع حتى يبايع علي، فقيل لعلي بايع.
قال: فإن لم أفعل(1) فمه؟.
فقيل له: يضرب الذي(2) فيه عيناك ومدو يده فنفض أصابعه ثم رفع رأسه إلى السماء وقال: اللهم اشهد، فمسحوا يده على يد أبي بكر، فأما سيف الزبير فإنهم كسروه بين حجرين، وأما سيف علي فإنهم ردوه عليه.
وروى فيها أيضا بإسناده إلى زيد بن أسلم عن أبيه قال: كنت فيمن حمل الحطب إلى باب علي عليه السلام فقال عمر: والله لئن لم تخرج يا علي بن أبي طالب لأحرقن البيت بمن فيه.
Page 323