313

عن علي عليه السلام كنا إذا أحمر البأس ولقى القوم القوم اتقينا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكان أسخى الناس ما يسأل(1) شيئا قط فقال لا، وكان أحلم الناس، وأشد حياء من العذراء، لا يثبت بصره في وجه أحد، لا ينتقم لنفسه ولا يغضب لها، وإذا غضب لله لم يقم لغضبه القريب والبعيد، والقوي والضعيف عنده في الحق سواء، ما عاب طعاما قط إذا اشتهاه أكله وإلا تركه، وكان يحب الحلوى، والعسل، وكان يأتي على آل محمد الشهر والشهران لا يوقد في بيت بيوته نار، كان قوتهم التمر، والماء، يأكل الهدية لا الصدقة، ويكافئ على الهدية، لا يتأنق في مأكل ولا ملبس، وكان صلى الله عليه وآله وسلم يخصف النعل، ويرقع الثوب، ويخدم في مهنة أهله، فيطحن مع الجارية، إذا تعبت، ويكنس البيت، ويحلب الشاة، ويعود المرضى، ويجيب من دعاه من غني وفقير، ودني وشريف، يحب المساكين، ويشهد جنائزهم، ويعود مرضاهم، لا يهاب ملكا لملكه، ولا يحقر فقير لفقره، يركب الفرس والبعير، والبغلة والحمار، ويردف خلفه عبده أو غيره، لا يدع أحدا يمشي خلفه يقول: ((خلوا ظهري للملائكة))، يلبس الصوف، وينتعل المخصوف، أحب اللباس إليه الحبرة، وهي من برود (اليمن) فيها حمرة وبياض، خاتمه من فضة، فصه منه يلبسه في خنصره الأيمن، وربما لبسه في الأيسر.

وكان في يد أبي بكر ثم في يد عمر، ثم في يد عثمان فلما كان في سنة ثلاثين سقط من يد عثمان في (بئر أريس) وهي على ميلين من (المدينة)، وكانت من أقل الآبار ماء، فلم يدرك لها بعد ذلك قعر، ولم يقدر عثمان على استخراجه من البئر.

قلت: قوله وربما لبسه في الأيسر مخالف لما ورد به الأثر.

Page 316