218

قال ابن بهران](1): ثم وافى المشركون سحرا، وصف رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- أصحابة فقاتلوهم إلى هوي من الليل، وما زالوا يطلبون غرة المسلمين، ويناوشونهم القتال فلا يظفرون بطائل، وأصاب المسلمين مجاعة شديدة، وكان أهلوهم يبعثون إليهم بما يقدرون من الزاد، فأرسلت عمرة بنت رواحة ابنتها بجفنة من تمر إلى زوجها بشير بن سعد، وأخيها عبد الله بن رواحة فمرت برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ((يا بنية، ما هذا معك؟)) فأخبرته، فأخذه في كفيه ونثره على ثوب، وأمر من صرخ يا أهل الخندق أن هلموا إلى الغدا فاجتمعوا عليه(2) يأكلون منه حتى ضدروا وإنه ليفيض من أطراف الثوب، وأرسلت(3) أم مغيب الأشهلية بقعبة فيها حيسة إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- فدعا إليها أهل الخندق، فأكلوا منها حتى انتهوا وهي كما هي، ورأى جابر بن عبدالله الأنصاري رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يعمل في الخندق، وقد عصب بطنه بحجر فقال لامرأته: رأيت بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم [شيئا](4) ما في ذلك صبر. فهل عندك شيئ؟ قالت: عندي صاع شعير وعناق، قال: فذبحت العناق، وطحنت الشعير وخبزته، ودعا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- أهل الخندق فجعلوا يدخلون على الطعام عشرة عشرة فأكلوا(5) جميعهم حتى شبعوا، الخبر.

Page 220