وعن وهب: ابن عمه بعثه الله إلى أهل (سدوم)، وكان هؤلاء القوم يأتون الذكران، وما سبقهم إلى ذلك أحد من الناس، فبعث الله إليهم(1) جبريل عليه السلام فاقتلع أرضهم من سبع أرضيين فحملها حتى بلغ بها [إلى](2) السماء الدنيا، حتى سمع أهل السماء نباح كلابهم وأصوات ديوكهم ثم قلبها فقتلهم فذلك قوله تعالى: {والمؤتفكة أهوى}[النجم:53] وأرسل على من شذ منهم حجارة من سجيل فقتلهم، وذلك بعد مضي تسع وتسعين من عمر إبراهيم عليه السلام وكانت خمس قرى وهي: (ضيعة) و(ضعوة) و(عمرة) و(دوما) و(سدوم) وهي الغطماء، ونجى الله تعالى لوطا وأهله إلا امراءته كما حكى الله سبحانه.
إسماعيل عليه السلام
هو إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام وهو الذبيح عند أكثر العلماء.
قال ابن إسحاق: وكان ذلك في شعب ثبير بمكة.
وروي أنه أول من تكلم بالعربية، وأول من ركب الخيل وكانت وحوشا لا تركب كذا قاله القضاعي، وأعطاه الله القوس العربية فكان لا يرمي شيئا إلا أصابه، وولد لأسماعيل اثني عشر ذكرا من زوجته الجرهمية
عن ابن إسحاق: هي ابنة مضاض بن عمرو الجرهمي منهم ثابت وقيدار، ومنهما نشر الله العرب كذا قاله القضاعي، ويختلفون في نسب معد بن عدنان فبعضهم يقول هو [من](3) ولد قيدار، وبعضهم يقول هو من ولد ثابت.
قال القضاعي: وبعث الله إسماعيل نبيا إلى العماليق وإلى قبائل اليمن، ولما حضرته الوفاة أوصى إلى أخيه إسحاق وزوج ابنته من العيص بن إسحاق، وكان عمره مائة سنة وسبعا وثلاثين سنة، ودفن في (الحجر) إلى جانب قبر أمه هاجر، ويقال(4): إن هاجر ماتت في حياة إبراهيم عليه السلام والله أعلم.
عن ابن هشام: العرب كلها من ولد إسماعيل [وقحطان، وبعض اليمن يقول قحطان من ولد إسماعيل](5).
Page 18