124

ويعلم من حوالي(5) البيت أنا .... أباة الضيم نهجر كل عار فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((لقد شهدت حلفا في دار عبد الله بن جدعان لو دعيت إلى مثله لأجبت، وما زاده الإسلام إلا تشديدا)) وقيل: الذين قاموا بحلف الفضول رجال من جرهم وهم: الفضل بن الحارث، والفضل بن وادعة، والفضل بن فضالة، ولذلك سمي حلف الفضول.

وأما حرب الفجار فسببه أن عروة الرجال بن جعفر بن كلاب قتل البراص بن قيس [بن رافع الضمري واحتوى على اللطيمة التي كانت معه للنعمان بن المنذر](1)، واقتتلت (قيس) و(كنانة) قتلا شديدا، وكان الظفر ل(كنانة) على (قيس)، وحضر هذا الفجار رسول الله صلى الله عليه وآله وله عشرون سنة، وإنما سمي الفجار لأنهم اقتتلوا في الأشهر الحرم وتفاخروا فيها. ذكره في (الروضة).

ولما بلغ خمسا وثلاثين سنة شهد بنيان الكعبة [وتراضت قريش بحكمه في وضع الركن، وذلك أنه لما بنيت الكعبة](2) بعد هدم قريش لها وصلوا إلى موضع الحجر الأسود واشتجروا فيمن يضع الحجر الأسود، فأرادت كل قبيلة رفعه إلى موضعه واتعدوا للقتال، وتحالفوا على الموت، فأشار عليهم أبو أمية حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر(3) بن مخزوم وهو يومئذ أسن قريش أن يجعلوا بينهم حكما أول من يدخل من باب المسجد، فكان أول من دخل رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فلما رأوه قالوا: هذا الأمين، قد رضينا به، وأخبروه الخبر، فقال: ((هلموا إلي ثوبا)) فأتي بثوب فأخذ الحجر الأسود [فأخذه](4) فوضعه فيه بيده ثم قال: ((لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب، ثم ارفعوه جميعا)) ففعلوا حتى بلغوا موضعه، فوضعه صلى الله عليه وآله وسلم بيده.

Page 122