Ali Mudia
الجزء الأول
Genres
ثم خرج الله صلى الله عليه وآله وسلم ثانيا إلى الشام مع ميسرة غلام خديجة في تجارة لها قبل أن يتزوجها، حتى لأتى سوق (بصرى) فباع تجارته ورجع.
قال الكازروني في تاريخه: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله هو وميسرة وقد ربحوا في تجارتهم ضعف ما كانوا يربحون، وأخبرها ميسرة بما رأى من الآيات الدالة على النبوة، وهي أيضا شاهدت بعض ذلك، قال ميسرة: فأرسلتني دسيسا إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقلت: يا محمد، ما منعك أن تزوج.
قال: ما بيدي ما أتزوج به.
[قلت](1): فإن كفيت ذلك، إلى قوله وأرسلت(2) إلى عمها عمر(3) بن أسد ليزوجها فحضر، ودخل رسول الله صلى الله عليه آله في عمومته فتزوجها وهو ابن خمس وعشرين سنة، وخديجة يومئذ بنت أربعين سنة.
قال: وقد روى قوم أن خديجة سقت أباها الخمر فزوجها فلما أضحى ندم.
قال: قال الواقدي: إن هذا غلط، والصحيح عندنا المحفوظ عند أهل العلم أن عمها زوجها وأن أباها مات قبل الفجار، وذكر أن أبا طالب خطب يومئذ فقال: الحمد لله، الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل وضيضئا معد، وعنصر مضر الخطبة...إلى آخرها، [ولما بلغ خمسا وثلاثين سنة ثم تزوج خديجة وهو ابن خمس وعشرين سنة](4)، وحضر صلى الله عليه وآله حرب الفجار(5)، وحلف الفضول، [وهي حرب كانت بين قريش وقيس غيلان وإنما سميت حرب الفجار لأنها كانت في الأشهر الحرم.
Page 120