Ali Mudia
الجزء الأول
Genres
فكان أول خطب من حوادثها .... مسهلا كل خطب بعده عسر قال ابن إسحاق في مغازيه بعد أن استكمل غزوات النبي صلى الله عليه وآله وسراياه: فكان(1) آخر سراياه سرية أسامة بن زيد إلى (الشام) فتجهز أسامة، وأوعب معه المهاجرون والأنصار، قال: فبينا الناس على ذلك ابتداء رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- شكواه التي قبضه الله فيها إلى ما أراد به من رحمته وكرامته، في ليال بقين من شهر صفر، أو في أول شهر ربيع الأول، وعن أبي مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه: ((يا أبا مويهبه، قد أمرت أن استغفر لأهل (البقيع) فانطلق معي)) فانطلقت معه، فلما وقف(2) بين أظهرهم قال: ((السلام عليكم، يا أهل المقابر ليهنأ لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم فيتبع آخرها أولها، والآخرة شر من الأولى)) ثم أقبل وقال: ((يا أبا مويهبه، إني قد أوتيت مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة، وخيرت بين ذلك وبين لقاء ربي والجنة)).
قال فقلت: بأبي وأمي أنت، فخذ مفاتيح خزائن الدنيا والخلد ثم الجنة.
قال: ((لا، والله يا أبا مويهبة، لقد اخترت لقاء ربي والجنة)) ثم استغفر لأهل (البقيع) وانصرف.
قالوا: ولما كان يوم الإثنين الذي قبض فيه رسول الله صلى الله عليه وآله، [خرج إلى الناس وهم يصلون الصبح، ثم توفي صلى الله عليه](3) اشتداد الضحى لثنتى عشرة ليلة خلت من ربيع الأول، وقيل: لليلتين خلتا منه، وقيل: أوله، ودفن ليلة الأربعاء، وقيل: ليلة الثلاثاء، ومدة علته اثنا عشر يوما، وقيل: أربعة عشر يوما، وله من العمر ثلاث وستون سنة، وقيل: خمس وستون ، وقيل: ستون، وغسله علي والعباس، وابناه الفضل وقثم، وأسامة بن زيد، وشقران مولياه، وكفن في ثلاثة أثواب سحولية بيض. والسحول بلدة في اليمن، فصلى عليه الناس فرادى لا يؤمهم أحد.
Page 114