مُتُونُ طالِبِ العِلِم
مُحَقَّقَةٌ عَلى (٢٣٠) مَخطوُطَة
المُستَوَى الخَامِسُ (٣)
الخُلَاصَةُ في النَّحوِ
أَلفِيَّةُ ابْنِ مَالِكٍ
مُحَقَّقَةٌ عَلَى نُسَخَةٍ مَقرُوءةٍ عَلَى تِلمِيذِ النَّاظِمِ وَعَلَيهَا خَطُّهُ وَإجَازَتُهُ، وَنُسْخَةٍ بِخَطِ ابْنِ هِشَام وَنُسَخٍ مَقْرُوءَةٍ عَلَى أَبي حَيَّانَ وَابْنِ السَّرَّاجِ وابْن عَقِيلٍ وَالفَيْرُوزآبَادِيّ، وَنُسَخٍ أُخْرَى
نَظَمَهَا
أَبُو عَبْدِ اللهِ محمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْن مَالِكٍ الأَنْدَلُسِيّ
﵀ (ت ٦٧٢ هـ)
تحقيق
د. عَبد المُحْسِن بن مُحَمَّدَ القَاسم
إمَامِ وَخَطِيبِ المَسجِدِ النَّبَوي الشَريف
1 / 1
ح
عبد المحسن بن محمد القاسم ١٤٤٢ هـ.
فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر
الجياني، محمد بن عبد الله ابن مالك الطائي
الخلاصة في النحو (ألفية ابن مالك)./ محمد بن عبد الله ابن مالك الطائي الجياني؛ عبد المحسن بن محمد القاسم - ط ٤ .. المدينة المنورة، ١٤٤٢ هـ.
٤٤٠ ص ١٧ × ٢٤ سم
ردمك: ٢ - ٦٥٨٥ - ٠٣ - ٦٠٣ - ٩٧٨
١ - اللغة العربية - النحو
٢ - اللغة العربية - الصرف
أ. القاسم، عبد المحسن بن محمد (محقق)
ب - العنوان
ديوي ٤١٥،١
٣٩٠٧/ ١٤٤٢
رقم الإيداع: ٣٩٠٧/ ١٤٤٢
ردمك: ٢ - ٦٥٨٥ - ٠٣ - ٦٠٣ - ٩٧٨
حقوق الطبع محفوظة
الطبعة الرابعة
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م
1 / 2
مُتُونُ طالِبِ العِلِم
مُحَقَّقَةٌ عَلى (٢٣٠) مَخطوُطَة
المُستَوَى الخَامِسُ (٣)
الخُلَاصَةُ في النَّحوِ
أَلفِيَّةُ ابْنِ مَالِكٍ
مُحَقَّقَةٌ عَلَى نُسَخَةٍ مَقرُوءةٍ عَلَى تِلمِيذِ النَّاظِمِ وَعَلَيهَا خَطُّهُ وَإجَازَتُهُ، وَنُسْخَةٍ بِخَطِ ابْنِ هِشَام وَنُسَخٍ مَقْرُوءَةٍ عَلَى أَبي حَيَّانَ وَابْنِ السَّرَّاجِ وابْن عَقِيلٍ وَالفَيْرُوزآبَادِيّ، وَنُسَخٍ أُخْرَى
نَظَمَهَا
أَبُو عَبْدِ اللهِ محمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْن مَالِكٍ الأَنْدَلُسِيّ
﵀ (ت ٦٧٢ هـ)
تحقيق
د. عَبد المُحْسِن بن مُحَمَّدَ القَاسم
إمَامِ وَخَطِيبِ المَسجِدِ النَّبَوي الشَريف
1 / 3
لأهمية المتون لطالب العلم
أُنشئ قسم في المسجد النبوي لحفظ هذه المتون،
ويضم العديد من الطلاب الصغار والكبار طوال العام
ويمكن الالتحاق به في حلقات التعليم عن بعد على رابط:
www.mottoon.com
لتَحْمِيلِ مُتونِ طالبِ العلمِ نُسخةً إلكترُونيَّةً،
والاستماعِ إلى شرحِها مباشرةً أو تَحْميلِها على رابط:
www.a-alqasim.com
1 / 4
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
المُقَدِّمَةُ
الحمد للَّه ربِّ العالمين، والصَّلاةُ والسَّلام على نبيِّنا مُحمَّد، وعلى آلِه وصحبِه أجمعين.
أمَّا بعد:
فإنَّ اللُّغةَ العربيَّةَ أشرفُ اللُّغاتِ وأجلُّها، والقرآنُ الكريم نزل بها، قال سبحانه: ﴿بلسان عربي مبين﴾، وقد كان العربُ في الجاهليَّة وصدرِ الإسلام يتكلَّمون العربيَّةَ على سَجِيَّتِهم سالمةً من اللَّحْن، فلمَّا أَظْهَر اللَّهُ الإسلامَ على سائر الأديان، ودخل النَّاسُ فيه أفواجًا، وأقبلوا إليه أَرسالًا، واجتمعتْ فيه الأَلسِنةُ المتفرِّقة، واللُّغاتُ المختلِفةُ؛ فَشا اللَّحْن في اللُّغة العربيَّة، واستبان مِنها في الإعراب الذي هو حُليُّها، والمُوضِح لِمعانيها، فعَظُم الإشفاقُ مِن غلبةِ اللَّحْن وفسادِ اللُّغة، فوضعَ العلماءُ في صَدر الإسلام قواعِدَه ودوَّنُوها مَنْثُورةً في كُتُبهم، ومِنهم من نَظَم تلك القواعدَ في منظوماتٍ؛ تقريبًا لمسائل العلم، وتسهيلًا على النَّاشِئة.
ومِن أولئك: إمامُ النَّحوِ أبو عبد اللَّه محمد بنُ عبد اللَّه ابنِ مالكٍ الطَّائيُّ الجَيَّانيُّ ﵀ المتوفَّى سنة (٦٧٢ هـ)، فقد نَظَم مسائل النَّحو في مَنظومَةٍ على بحر الرَّجَز، عدَّةُ أبياتِها (٢٧٥٧) بيتًا، سمَّاها: «الكافيةَ الشَّافية»، ثمَّ اختصرها في أُرجوزةٍ حَوَتْ أَلْف بيتٍ وبيتين (١٠٠٢)،
1 / 5
سمَّاها: «الخُلَاصَةَ»، واشْتَهَرت بـ «أَلْفيَّة ابنِ مَالكٍ»، امتازتْ بحُسن النَّظم والسَّلاسَةِ، والإحاطة بالقواعد النَّحويَّة، ومُهِمَّاتِ القواعد الصَّرفيَّة، مع ترتيبٍ مُحكَمٍ لموضوعاتها، فحَظِيَت بالقَبول، وانتشرت في الآفاق، وأقبل العلماءُ عليها حفظًا وشرحًا.
ولأهمِّيَّتها ولِاعتناء العُلماء بها في الأَمصار والأَعصار؛ حقَّقتُها على عددٍ من نُسَخِها الخَطِّيَّة النَّفِيسة؛ لتَظهر كما وضعها ناظِمُها.
وهي ضِمنَ المستوى الخامس مِن سلسلةِ «مُتُونِ طَالِبِ العِلْمِ»؛ المُشتملةِ على ستَّة مستوياتٍ، مُتضمِّنةٍ اثنَيْنِ وعشرِينَ (٢٢) مَتْنًا، الخمسةُ الأُولَى منها مُحقَّقةٌ على مِئَتَيْنِ وثلاثِينَ (٢٣٠) نسخةً خطِّيَّةً، مُنْتَخَبَةٍ مِنْ أكثرَ مِنْ ستِّ مِئَةِ (٦٠٠) نسخةٍ.
وقد أثبتُّ في هذه النُّسخة حواشيَ التَّحقيقِ المُتضمِّنةَ لبيان فروق النُّسَخ والتَّعليق عليها، وعَزوِ المسائل، وشرحِ الغريب، وغير ذلك، وأفردتُ نسخةً أخرى مجرَّدةً مِن جميع ذلك.
أسأل اللَّه تعالى أن يجعلَ عَمَلَنا فيه خالصًا لوجهه الكريم، وأن يتقبَّلَه بقَبولٍ حسَن.
وصلَّى اللَّه وسلَّم وبارك على نبيِّنا محمَّد، وعلى آله وصحبِه أجمعين.
د. عبد المحسن بن محمد القاسم
إمام وخطيب المسجد النبوي
فرغتُ مِنه في الرَّابع من شعبانَ مِن عام واحدٍ وأربعين وأربعِ مِئةٍ وألفٍ مِنَ الهجرة
1 / 6
مَنْهَجِي فِي التَّحْقِيقِ
١. رَمزتُ للنُّسخِ بالحُروفِ الأَبْجديَّة بِحسبِ تَاريخِها؛ الأَقْدم فالأَقْدم.
٢. أثبتُّ النَّصَّ على ما اشتهرَ من قواعدِ الإملاء المُعاصِر، ولم أُشِر إلى اختلاف النُّسخ فِي ذَلِك؛ كطريقةِ كِتابةِ الهَمَزات، ورَسْمِ التَّاءِ مَفتوحة أو مَرْبوطة، ونَحْو ذَلك.
٣. أثبتُّ في الحاشية الفُروقَ المُهمَّة بين النُّسَخ، مكتفيًا بتسمية رُموز النُّسخ المخالِفَة للمثبتِ، دون النُّسخِ الموافقة للمَتن؛ إلَّا إذا كان الاختلافُ من قبيل الضَّبطِ؛ فإنِّي أذكرُها.
٤. إذا كان في حاشيةِ بعض النُّسخ إشارةٌ إلى نسخة توافق النَّصَّ المثبت؛ فإنِّي لا أذكر ذلك، اكتفاءً بالنُّسخ المعتمدةِ، إلَّا إذا كَان في ذكر ذلك مزيدُ فائدةٍ.
٥. نبَّهتُ على مَا كان من قَبِيل الوهَم أو التَّصحيف الظَّاهر، وما ينكسرُ به الوزنُ من الفروقِ؛ وبخاصةٍ في النُّسَخ المُتقَنة، وهي: «أ، ب، ج، د، هـ، و، ز، ح، ك»، مكتفيًا بذلك عن ذكرِ المثبت من بقيَّة النُّسخ.
٦. أهملتُ في الغالب ذِكرَ ما سها فيه النُّسَّاخ، مِمَّا هو مِن قبيل الأخطاءِ المَحْضةِ، وبخاصةٍ مَا كان منها من قَبيل الخطأ فِي الضَّبط؛ إلَّا إذا كان لهذَا الخطأ وجهٌ ولو ضعيفًا؛ فإنِّي أثبتهُ.
1 / 7
٧. لم أُثبت فروقَ الأجزاء المُلَفَّقةِ التي ترجَّح عند النَّظر أنَّها متأخرةٌ؛ في النُّسخ التِي وقع فيهَا ذلك عَلى ما تقدَّم في وصفِ النُّسخ.
٨. وقعَ في نُسخِ: «ب، ط، ي»؛ شيءٌ من التَّصرُّف بقلمِ بعض قرَّاء النُّسخةِ، وقَد أهملتُ ما غلبَ على الظَّنِّ أنَّه تصرُّف من متأخِّرٍ.
٩. إذا كانَ في إحدى النُّسخ كلمةٌ غير واضحةٍ وتحتمل الخطأَ أو التفرُّد، وتحتمل الصوابَ وموافقةَ بقية النُّسخِ؛ فإنِّي أحملُها على الصَّوابِ الموافِقِ لبقيَّة النسخِ، ولا أُنبِّه على ذلكَ.
١٠. إذا ضُبِطت كلمةٌ في بعض النُّسخ وأُهْملت في البقيَّة؛ معَ عدم وجودِ خلافٍ بين النُّسخ المَضْبوطة، ورأيتُ أنَّ ضبطَها صحيحٌ؛ فإنِّي أُثْبت الضَّبط الموجود دون إشارةٍ إِلى النُّسخ المهملةِ، حتَّى لو كانت الكلمةُ من مواضع الخلافِ، وإذا اختلفت النُّسخ في الضَّبط فإنِّي أشير إلى ما في النُّسخ المضبوطة، ثمَّ أَعزو الضَّبطَ المختارَ إلى النُّسخ التي ورد فِيها، وأترك ذكر النُّسخ غيرِ المضبوطةِ.
١١. الرُّموز الواردةُ في حواشي النُّسخ لم أُثبتها كما هي - بحكاية صورة رمزها -، وإنَّما كتبتها باللَّفظِ المقصود منها، مثال ذلك حرف: «خ، خـ» المقصود به الإشارة إلى نسخة أخرى؛ كتبته هكذا: «في نسخة على حاشية كذا: …»، ولفظ: «معًا» المشار به إلى صحَّة الوَجهَيْن في لفظِ الكلمة أو ضبطِها؛ استغنيتُ عنه بذكر الوَجهَيْن بلفظِهما.
١٢. راعيتُ في وصفِ اختلافِ ضَبطِ الكلمات: تَمييزَ علامة البناءِ وما يرجع إلى البِنيةِ الصَّرفية للكلمة؛ عَن علامات الإعرَاب.
1 / 8
١٣. رجَّحتُ بين فروقِ النسخ على النَّحو الآتِي:
أ- أرجِّح بين أوجه الخلاف في الضَّبط بإثبات الأصحِّ معنىً، وهُو الموافق - غالبًا - لأكثرِ النُّسخِ.
ب- أَنقل ما يدلُّ على الرَّاجح من كلام شُرَّاح الألفيَّة، وهذه الدلالة إمَّا بالتَّصريح بأرجحيَّة الوجه، أو ببيانِهم لإعرابِ الكلمة، أو من خِلال ما يدلُّ عليه سياق الشَّرح.
ج- أكتفي بِنقل كلام المتقدِّم من الشُّرَّاح عن كلام مَنْ بعده - غالبًا -، ما لم تكن فِي كلام المتأخِّر مزيدُ فائدةٍ، وقد أُحيل إلى مصادرَ أخرى.
د- نقلتُ من كلام الشُّرَّاح ما يوافق بعضَ الفروق المرجوحةِ لبيان وجهها، وأنَّها فرق معتبَر له وجهٌ صحيحٌ وليس وهمًا.
هـ- أرجِّح أحد أوجهِ الخلاف في رَسْم الكلمة، أو في إبدالِها بكلمةٍ أخرَى، أو عند التَّقديم والتَّأخير بما ورد في أغلب النُّسخ، وأشير إلى ما يوافقُهُ من شروح الألفيَّة.
و- إذا تكرَّر الفرقُ وكان مأخذُ الخلاف فيه واحدًا؛ فإنِّي أكتفي بالتَّعليقِ عليه في أوَّل موضعٍ وردَ فيه (^١).
_________
(^١) مثل كلمة: «نحو» التي أكثر الناظمُ من ذكرها في سياقِ التمثيل مضافةً إلى ما بعدها؛ فإنَّه يجوز فيها في كثيرٍ من المواضع الرفعُ والنصب مطلقًا، ولم أُعلِّق على اختلاف النسخِ في كل موضعٍ.
1 / 9
ز- أهمُّ شروح الألفيَّة التي راجعتُها ونقلتُ منها أو أحلتُ إليها؛ هي (^١): شرحُ ابن النَّاظم، وشرح محمَّدِ بن أبي الفتح البَعْليِّ، وشرح المُراديِّ، وشرح ابنِ هِشام، وشرح البرهان ابن القَيِّم، وشرح ابنِ عَقيل، وشرح ابن جابر الهُوَّاريِّ، وشرح ابنِ هانِئ، وشرح الشَّاطِبيِّ، وشرح المَكوديِّ، وشرح المقريِّ، وإعرابُ الأزهري، وشرح السُّيوطيِّ، وشرح المَكْناسيِّ، وشرح الأُشْمونيِّ، وشرح ابنِ طولونَ، وإعراب الحطَّاب، وشرح الخطيب الشِّرْبينيِّ، وحواشي الشُّروح؛ كحاشيةِ الأزهري على شرحِ ابن هِشام، وحاشيةِ زكريَّا الأنصاريِّ على ابن النَّاظم، وحاشية ياسين العُليميِّ، وحاشية السُّجاعيِّ والخُضَريِّ ومحمد محيي الدِّين على ابنِ عَقيل، والصَّبَّان على الأشموني، وابنِ حَمْدون على المَكوديِّ، وكذَا راجعتُ شرح الكافية الشَّافيةِ للنَّاظم؛ لكونِها أصل الألفيَّة، وأفدتُ أيضًا من حاشيةِ ابن هِشامٍ على نسخة «د»، وحاشيته الأخرى (^٢) على الألفيَّة كذلك، وقد اعتمدتُ على النُّسخ المطبوعةِ لهذه الشُّروح، وراجعتُ بعض نسخِها الخطِّيَّة في بعضِ المواضعِ (^٣).
_________
(^١) اكتفيتُ في العزوِ لهذه الشُّروحِ والأعاريبِ والحواشي بذكرِ اسم المؤلِّف عن ذكر اسمِ كتابِه طلبًا للاختصار؛ إلَّا التَّصريح للأزهريِّ - الذي هو حاشية على شرح ابن هشام - فإنِّي أنصُّ عليه.
(^٢) وهما محقَّقتان في رسالة علميَّة بالجامعة الإسلاميةِ بالمدينة المنوَّرة؛ بعنوان: «حاشيتانِ من حواشي ابنِ هشامٍ الأنصاري على ألفيَّة ابن مالكٍ».
(^٣) ما عَدا شرح ابن جابرٍ الهُوَّاريِّ فلم يتيسر لي مطبوعًا، فنقلتُ منه معتمِدًا على نسخةٍ خطيَّة في جميعِ المواضع، وكذلكَ شرح البعليِّ، وإعراب الحطاب، والنُّكت على الألفيَّة للسُّيوطيِّ.
1 / 10
ح- إذا لم أجِدْ في كلام الشُّرَّاح ما يرجِّح بين الفروقِ فإنِّي أراجعُ مصادر أخرى؛ ككتبِ اللُّغة وغيرِها، وأنقل ما يُناسب المقام.
١٤. أَثْبَتُّ ما ورد في حواشي النُّسَخ من سماعاتٍ ومقابَلاتٍ، وأهملتُ ما ورد فيها من شرحٍ أو إعرابٍ أو عدٍّ للأبياتِ وغيرِ ذلك.
١٥. بيَّنتُ معاني الكلماتِ الغريبة في النَّظم.
١٦. ترجمتُ للأعلام الوارِد ذكرُهم في النَّظم.
١٧. بيَّنتُ ما أبهمه النَّاظم من نسبة الأقوالِ في المسائل النَّحوية المختلف فيهَا.
١٨. أثبتُّ عدَّ أبيات النَّظم كاملًا بكتابةِ رقم كلِّ بيتٍ في أوَّلِه.
١٩. مَيَّزتُ رؤوسَ المسائل وما يُحتاج إلى إبرازهِ منها بلونٍ أحمرَ.
٢٠. أثبتُّ علاماتِ التَّرقيم في أبياتِ المنظُومة؛ توضيحًا لمعانِيها، وتمييزًا لمهمَّاتِها ومقاصدِها.
٢١. حوَّلتُ المقاييس والأوزان والأطوال بالحسابات المعاصرة، وَفق ما حررتُه في كتابي: (تحقيق المقاييس والمكاييل الشَّرعيَّة وتنزيلها على الأطوال والأوزان المعاصرة).
٢٢. جعلتُ للكتابِ نُسختينِ:
النُّسْخَةُ الأُولَى: وهي النُّسْخة المُتضمِّنة لحواشي التَّحقيق؛ مِن
1 / 11
الفُروقِ بين النُّسخ، والتَّرجيح بينها، والتَّعليق على مَا يحتاج إلى تعليقٍ، وهي هذه النُّسخة.
النُّسْخَةُ الثَّانِيَةُ: نُسخة مُجرَّدةٌ من جَميع الحَواشي المثبتةِ في النُّسخة الأولى، وهي أنسبُ للحفظِ.
1 / 12
تَرْجَمَةُ النَّاظِمِ
اسْمُهُ وَنَسَبُهُ:
هو: الإمام جمالُ الدِّين، أبو عبد اللَّه محمدُ بن عبد اللَّه بنِ عبد اللَّه ابن مالكٍ، الطَّائي، الجَيَّاني، الشَّافعي، النَّحويُّ.
والجَيَّانيُّ: نسبة إلى (جَيَّان)، وهي مدينة بالأندلسِ شرق قُرطبة، تجمع قرى كَثيرة وبلدانًا (^١).
مَوْلِدُهُ وَنَشْأَتُهُ:
وُلد بجيَّان سنة (٦٠٠ هـ)، أو سنة (٦٠١ هـ) (^٢).
رِحْلَتُهُ، وَأَشْهَرُ شُيُوخِهِ:
أخذ العَربيَّة في بلاده عن ثابتِ بن خيار (^٣)، وحضر عند الأستاذ أبي عليٍّ الشَّلوبين (^٤) نحو العشرين يومًا.
ثم قَدِمَ دمشق فأخذ عن أبي الحسنِ علي بن محمَّد السَّخاوي (^٥)
_________
(^١) معجم البلدان للحموي (٢/ ١٩٥).
(^٢) انظر: البلغة للفيروزآبادي (ص ٢٧٠)، وتاريخ الإسلام (١٥/ ٢٤٩).
(^٣) هو: ثابت بن محمَّد بن يوسف الكَلاعي اللَّبلي، توفِّي سنة (٦٢٨ هـ). البلغة للفيروزآبادي (ص ٩٩).
(^٤) هو: أبو عليّ عمرُ بن محمَّد الشَّلوبين، توفِّي سنة (٦٤٥ هـ). البلغة للفيروزآبادي (ص ٢٢١)، وبغية الوعاة (٢/ ٢٢٤).
(^٥) هو: علم الدِّين أبو الحسن علي بنُ محمد الهمَذاني، توفي سنة (٦٤٣ هـ). الوافي بالوفيات للصفدي (٢٢/ ٤٣)، وبغية الوعاة (٢/ ١٩٢).
1 / 13
وسمعَ منه، ومن مُكَرَّم بن محمَّد بن أبي الصَّقر (^١)، ومحمد بن أبي الفَضل المُرسِي (^٢).
ولمَّا دخل حلب لازَمَ حلقةَ ابن يَعيش (^٣)، ثمّ حضرَ عند تلميذِه ابن عمرون (^٤) ولَزِمَه.
ثمَّ نَزلَ حمَاة، وبها ألَّف كتابه (الخلاصة) للقاضي شرف الدِّين البارزيِّ (^٥).
ثم قَدِمَ دمشقَ مُسْتَوْطنًا، ونَزَلَ بالعادليَّة الكبرى، ووَلِي مشيختها الكُبرى التي مِن شرطِها القراءاتُ والعربية (^٦).
أَشْهَرُ تَلَامِيذِهِ:
- ولده بدرُ الدِّين محمَّد (^٧).
_________
(^١) هو: أبو الفضل مُكرم بن محمَّد بن حمزة الدِّمشقي، المعروف بابن أبي الصَّقر، توفي سنة (٦٣٥ هـ). تاريخ الإسلام (١٤/ ١٩٥).
(^٢) هو: شرف الدِّين محمَّد بنُ عبد اللَّه بن أبي الفضل المُرسِي السُّلَميّ، توفي سنة (٦٥٥ هـ). سير أعلام النُّبلاء للذَّهبي (٢٣/ ٣١٣).
(^٣) هو: موفق الدِّين أبو البقاء يعيش بنُ علي بن يعيش الحَلَبي، توفي سنة (٦٤٣ هـ). تاريخ الإسلام (١٤/ ٤٨٩).
(^٤) هو: جمال الدِّين أبو عبد اللَّه محمد بن عَمرون الحلبيُّ، توفي سنة (٦٤٩ هـ). سير أعلام النُّبلاء (٢٣/ ٢٥١).
(^٥) تاريخ ابن الوردي (٢/ ٢١٦).
وهو: القاضي شرفُ الدين أبي القاسم هبة اللَّه بنُ نجم الدين الجهنيُّ الشهير بابن البارزي، المتوفى سنة (٧٣٨ هـ). طبقات الشَّافعيَّة الكبرى للسُّبكي (١٠/ ٣٨٧).
(^٦) انظر: تاريخ الإسلام (١٥/ ٢٤٩)، وغاية النهاية (٢/ ١٨٠).
(^٧) هو: بدر الدِّين محمَّد بن محمَّد ابن مالكٍ، له شرح على ألفيَّة والده، توفِّي سنة (٦٨٦ هـ). بغية الوعاة (١/ ٢٢٥).
1 / 14
- شَمس الدِّين ابن جعوان (^١).
- شمس الدِّين ابنُ أبي الفتح (^٢).
- علاء الدِّين ابن العطَّار (^٣).
ثَنَاءُ العُلَمَاءِ عَلَيْهِ:
- قال الفَيْرُوزآباديُّ ﵀: «إمامٌ في العَربيَّة واللُّغةِ، طالع الكثيرَ، وضبط الشَّواهدَ مع ديانةٍ وصيانة وعفة وصلاحٍ، وكان مبرّزا في صناعة العربيَّةِ» (^٤).
- وقال الذَّهبيُّ ﵀: «وصرف هِمَّته إلى إتقان لسانِ العرب حتى بلغَ فيه الغاية وأربَى على المتقدِّمين … وأما النَّحوُ والتَّصريف فكان فيهما بحرًا لا يُجارى، وحَبْرًا لا يُبَارى … هذا مع ما هو عليه من الدِّين المتينِ، وصدق اللَّهجَة، وكثرة النَّوافلِ، وحسن السَّمْت، ورِقَّة القلب، وكمال العقلِ، والوَقار، والتُّؤدة» (^٥).
- وقال ابن الجَزريِّ ﵀: «وكان ذهنُه من أصحِّ الأذهان، مع ملازمتِهِ العمل والنَّظر والكتابة والتَّأليف، وبدونِ ذلك يصير أستاذَ أهلِ زمانه، وإمام أوانِهِ» (^٦).
_________
(^١) هو: شمس الدِّين أبو عبد اللَّه محمَّد بن جَعوان الأنصاريُّ، توفي سنة (٦٨٢ هـ). بغية الوعاة (١/ ٢٢٤).
(^٢) هو: شمس الدِّين أبو عبد اللَّه محمَّدُ بن أبي الفتحِ بن أبي الفضل البَعْليّ، له شرح على ألفيَّة ابن مالك، توفي سنة (٧٠٩ هـ). الذَّيل على طبقات الحنابلة لابن رجب (٤/ ٣٧٢).
(^٣) هو: علاء الدِّين أبو الحسن علي بن إبراهيم العطَّار، توفي سنة (٧٢٤ هـ). الدُّرر الكامنة (٣/ ٧٣).
(^٤) البلغة للفيروزآبادي (ص ٢٧٠).
(^٥) تاريخ الإسلام (١٥/ ٢٤٩).
(^٦) غاية النِّهاية (٢/ ١٨٠).
1 / 15
- وقال السُّيوطيُّ ﵀: «إِمَام النُّحَاة، وحافظ اللُّغَة» (^١).
مِنْ مُؤَلَّفَاتِهِ:
- الخلاصة في النَّحو، المسمَّاة بـ «الألفيَّة»، وهو كتابنا هذا.
- تسهيلُ الفوائد وتكميلُ المقاصد.
- شرح تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد.
- لاميَّة الأفعال.
- إيجاز التَّعريف في فنِّ التَّصريف.
- الكافية الشَّافية.
- شرحُ الكافية الشَّافية.
- الإعلام بتَثْليث الكلام.
- تحفة المودُود في المقصور والممدودِ.
- الاعتضادُ في الفرق بين الظاء والضادِ، وشرحه.
- شرح عمدة الحَافِظ وعُدَّة اللَّافظ.
- شواهد التَّوضيح والتَّصحيح لمشكلات الجامع الصَّحيح.
وَفَاتُهُ:
توفِّي ﵀ بدمشقَ، ليلة الأربعاء ثالثَ عشر شعبانَ سنة اثنتينِ وسبعين وست مئةٍ (٦٧٢ هـ)، وصُلِّيَ عليه بالجامع الأموي، ودُفِن بسفح قاسيون، وقد جاوز سِنُّه السَّبعين (^٢).
_________
(^١) بغية الوعاة (١/ ١٣٠).
(^٢) البلغة للفيروز آبادي (ص ٢٧٠)، وتاريخ الإسلام (١٥/ ٢٤٩).
1 / 16
اسْمُ الكِتَابِ
اعتمدتُ عُنوانَ الكتاب الذي أشار إليه النَّاظم في نظمه، وهو الواردُ في أغلب النُّسخ الخطِّيَّةِ، وفي أَهمِّ الشُّروح وكتب التَّراجم والفَهارِس ونحوها مِن مَظانِّ معرفةِ اسمِ الكتاب.
أَوَّلًا: اسْمُ الكِتَابِ كَمَا نَصَّ عَلَيْهِ النَّاظِمُ ﵀:
نصَّ النَّاظم على اسم منظومته في آخرِها بقوله:
وَمَا بِجَمْعِهِ عُنِيتُ قَدْ كَمَلْ … نَظْمًا عَلَى جُلِّ الْمُهِمَّاتِ اشْتَمَلْ
أَحْصَى مِنَ الْكَافِيَةِ الْخُلَاصَهْ … كَمَا اقْتَضَى غِنىً بِلَا خَصَاصَهْ
وقد جاءَ هذا الاسمُ كذلك في بعض النُّسخ الخطِّيَّة، وفيها زيادةُ: (في النَّحو) - كما سيأتي - لبيانِ الاختصاص.
ونصَّ النَّاظمُ في أوَّل منظومته على أنَّها «ألفيَّة»، حيث قال:
وَأَسْتَعِينُ اللَّهَ فِي أَلْفِيَّهْ … مَقَاصِدُ النَّحْوِ بِهَا مَحْوِيَّهْ
قال الشَّاطبيُّ ﵀ (^١): «ويعني النَّاظِمُ بقوله: (أَلْفِيَّهْ) النِّسبَة إلى ألفٍ مزدوج، لا إلى ألفِ بيت؛ لأنَّها ألفَا بيت مِن مشطور الرَّجَز، ويَبعُد أن يكون قصدُه النِّسبة إلى الألفين وإن كان في اللَّفظ ممكنًا».
وهذان الاسمان: «الألفية» و«الخلاصة» بهما اشتهرَ هذا النَّظم.
_________
(^١) المقاصد الشافية (١/ ١٧).
1 / 17
ثَانِيًا: اسْمُ الكِتَابِ كَمَا وَرَدَ فِي النُّسَخِ الخَطِّيَّةِ:
١ - في أ: «ألفية ابن مالك».
٢ - وفي ب: «كتاب فيه الأسديَّة (^١)، وتُعرَف بالخلاصة في العربيَّة».
٣ - وفي ج: «الخلاصة …» ولم يَظهر بقيَّة الاسم.
٤ - وفي د: «الخلاصة فِي النحو».
٥ - وفي هـ - بخطٍّ متأخِّرٍ -: «كتاب متن ألفيَّة ابن مالك الطَّائي عليهِ رحمة الباري».
٦ - وفي و، ط: «كتاب الخُلاصة في النَّحو».
٧ - وفي ك: «كتاب الألفيَّة في النحو».
٨ - وفي ل - بخطٍّ متأخِّرٍ -: «شرح أرجوزة في النَّحو، الشَّهير بالألفيَّة».
٩ - وفي م: «شرح الألفيَّة لابن مالك».
١٠ - وفي ن: «كتاب شرحِ ألفيَّة ابن مالكٍ».
١١ - وفي ع: «شرح ألفيَّة ابن مالك لابنِ المصنف».
_________
(^١) كذا في هذه النسخةِ، وقد حكى الذهبي ﵀ في تاريخ الإسلام (٥٢/ ٤٥٠) - أنَّه بلغه أنَّ ابن مالك صنَّف الألفيَّة لولده تقيِّ الدِّين محمد الملقَّب بالأسد، والصَّواب: أنَّه ألف له كتابًا آخرَ سمَّاه المقدِّمة الأسدية. انظر: نفح الطِّيب للمقري (٢/ ٢٣٢).
1 / 18
ثَالِثًا: اسْمُ الكِتَابِ كَمَا وَرَدَ عِنْدَ الشُّرَّاحِ:
١ - قال ابن النَّاظم ﵀ في شرحه (ص ٣): «فإنِّي ذاكرٌ في هذا الكتابِ أرجوزة والدِي ﵀ في علمِ النحو، المسمَّاة بـ: (الخُلاصة)».
٢ - وقال ابن جابر الهُوَّاريُّ ﵀ في شرحه (٢/ ب): «وهذه الألفيَّة خلاصةُ ما في أرجوزتِه الكبيرة المسمَّاة بـ (الكافية الشَّافية)، ولهذا سمَّى هذه: (الخُلاصَة)».
٣ - وقال الشَّاطبيُّ ﵀ في شرحه المقاصد الشَّافية (١/ ٢): «وهي المسمَّاة بـ: (الخلاصة)».
٤ - وقال المَكوديُّ ﵀ في شرحه (٢/ ٩٨١): «وإنما سُمِّيت خُلاصة بعد نظمِها؛ لكونه ذكرَ أنَّها جَمعتِ الخلاصَة من الكافيةِ».
وقد اقتصرتُ على هؤلاء؛ لأنهم نصُّوا على أنها تُسمَّى بهذا الاسمِ.
رَابِعًا: اسْمُ الكِتَابِ كَمَا وَرَدَ فِي بَعْضِ كُتُبِ التَّرَاجِمِ:
١ - «كتاب الخُلاصة» (^١).
٢ - «الخلاصة الألفيَّة في النَّحو» (^٢).
٣ - «الخلاصة الألفيَّة» (^٣).
_________
(^١) انظر: تاريخ الإسلام (٥٠/ ١١٠)، وفوات الوفيات لابن شاكر الكتبي (٣/ ٤٠٨)، وبغية الوعاة (١/ ١٣١).
(^٢) تاريخ ابن الوردي (٢/ ٢١٥).
(^٣) البلغة للفيروزآبادي (ص ٢٧٠).
1 / 19
٤ - «الألفيَّة» (^١).
خَامِسًا: اسْمُ الكِتَابِ كَمَا وَرَدَ فِي بَعْضِ الأَثْبَاتِ وَالفَهَارِسِ:
١ - «الخُلاصة» (^٢).
٢ - «الخلاصة الألفيَّة في العربيَّةِ» (^٣).
_________
(^١) انظر: البداية والنِّهاية لابن كثير (١٣/ ٢٦٧)، وطبقات الشَّافعيين لابن كثير (١/ ٩٠٨)، وعقد الجمان للعيني (ص ١٣٩)، والعقد المذهب لابن الملقن (ص ٣٧١)، والأعلام (٦/ ٢٣٣).
(^٢) كشف الظُّنون عن أسامي الكتب والفنون لحاجي خليفة (١/ ١٥٢).
(^٣) المعجم المفهرس لابن حجر (ص ٤١٢).
1 / 20