Alf Layla Wa Layla Fi Adab
الرواية الأم: ألف ليلة وليلة في الآداب العالمية ودراسة في الأدب المقارن
Genres
وفي مقابل ذلك، قدم «جون ولكوكس» و«ك. س. لويس» تعريفا دقيقا للحب الغزلي وعناصره تمثلت في: تعبد الحبيب في محراب حبيبته، ومشاعر الحب الحر، ثم التسامي بها عن طريق أنشطة الفروسية ومخاطراتها. وقد تم تفسير الحب الحر بأنه التعبير العفوي التلقائي للرغبة المتبادلة التي تبرز في وجه الضغوط الاجتماعية والدينية والاقتصادية. (وهذا هو تماما ما كان يحدث في الحب العذري العربي، بإضافة تقاليد القبيلة والأسرة - قارن قيس وليلى وجميل وبثينة وقصص الحب العذري الأخرى الواردة في ألف ليلة وليلة).
وقد كان الحب الغزلي نبتا غريبا في وسط المجتمع الأوروبي عند ظهوره. ففي الوقت الذي بزغ فيه، كانت كنيسة العصور الوسطى لا تشجع فكرة السمو بالمرأة ووضعها موضع التقديس في العاطفة الغرامية. ولم تكن الرغبات الحسية - مهما بلغت درجة صدقها ومشروعيتها - تعتبر من العواطف النبيلة. ولم تكن الكنيسة تشجع عواطف الحب العارم حتى ضمن نطاق الزواج، بل نظرت إليه نظرة غير أخلاقية، فالزواج كان هدفه الحفاظ على النسل وحسب. وقد شملت تلك النظرة الحب الغزلي والشعر التروبادوري كذلك. وقد أكد «كريستوفر دوسون» في كتابه «أصول الأعراف الرومانسية» (1935م) على أن المقاييس الأخلاقية للمجتمع البروفنسالي في القرن الثاني عشر لم تكن نفس المقاييس الدينية، وأن الملاحم الوطنية التي نشأت في الشمال الفرنسي وما وراءه لم تتبد فيها ملامح المثل العليا الجديدة للفروسية والحب الغزلي إلى أن انتقلت إليها تلك المثل بعد ذلك من الجنوب.
ثم طلع «رامون منندث بيدال» عام 1938م بكتابه الهام «الشعر العربي والشعر الأوروبي»، الذي نادى فيه بأن الزجل الذي كان يوضع بالعربية والإسبانية المبكرة، إضافة إلى الموشحات الأندلسية، هي نتاج انصهار الرومانس والثقافة العربية في شبه الجزيرة الأيبيرية، وأن هذا النظم المقطعي قد انتقل إلى شمال إسبانيا ومنها إلى المناطق الأوروبية الأخرى. وقد كتب في الموضوع كل من المستشرقين أ. ر. نيكل وبيير بلييرون وهنري بيريز. وأوضح الأخير أن مخاطبة الحبيبة باسم المذكر، وإخفاء شخصية الحبيب، ودور الرقيب، والعذول، ومساعي الوسيط بين المحبين، كل ذلك بصمات عربية خالصة.
وقد جاء اكتشاف «صمويل ستيرن» عام 1948م لموشحات بها «خرجات» (أى مقاطع ختامية) مكتوبة بلهجات إسبانية كانت شائعة أيام الحكم العربي لإسبانيا، ليفجر من جديد جدل الأثر العربي في شعر التروبادور. وظهرت أبحاث معارضة وأبحاث مؤيدة؛ ودخل في تلك الأبحاث أثر ابن سينا (رسالة في العشق) وابن رشد وابن حزم في تطور مفاهيم الحب في عصورهم. وظهر نقاد يفرقون بين الحب الغزلي والحب الفروسي (رينيه نيلي، 1963م)، ونقاد يحللون الحب الغزلي في أضواء فرويدية (ريتشارد كوينزبرج، 1967م) يتحدثون فيها عن السادية والماسوشية! ومن بين كل تلك النظريات والاتجاهات، ما تزال نظرية الأصل العربي والأندلسي للحب الغزلي وشعر التروبادور وموسيقاهم وأغانيهم هي النظرية ذات الأصل المنطقي حتى وقتنا الحاضر.
الجنس والإيروسية
«... وكان في قصر الملك شبابيك تطل على بستان أخيه. فنظر، وإذا بباب القصر قد فتح وخرج منه عشرون جارية وعشرون عبدا وامرأة أخيه تمشي بينهم وهي في غاية الحسن والجمال، حتى وصلوا إلى فسقية وخلعوا ثيابهم وجلسوا مع بعضهم. وإذا بامرأة الملك قالت: يا مسعود، فجاءها عبد أسود فعانقها وعانقته.»
حكاية الملك شهريار وأخيه شاه زمان «... فتبسمت وأطلعته معها على السرير وقالت له: لا ترى بعد هذه الليلة من نكير، ومالت عليه بالتقبيل والعناق والتفاف ساق على ساق ثم قالت له: مد يدك إلى فخذي .. فبكى وقال إني لا أحسن شيئا من ذلك. فقالت بحياتي أن تفعل ما أمرتك به مما هنالك. فمد يده وفؤاده في زفير فوجد فخذها ألين من الزبد وأنعم من الحرير، فاستلذ بلمسها وجال بيده في جميع الجهات .. فقال في نفسه: لعل هذا الملك خنثى وليس بذكر ولا أنثى. ثم قال: أيها الملك .. ما حملك على هذه الفعال؟ فضحكت الملكة بدور حتى استلقت على قفاها وقالت له: يا حبيبي ما أسرع ما نسيت ليالي بتناها، وعرفته بنفسها. فعرف أنها زوجته الملكة بدور بنت الملك الغيور صاحب الجزائر والبحور، فاحتضنها واحتضنته وقبلها وقبلته ثم اضطجعا على فراش الوصال ...»
حكاية قمر الزمان مع الملكة بدور «... ثم إنها نزعت ما عليها من ثياب ولبست أفخر ما عندها من ملابس النساء فعلمت أنها أنثى. ثم أنها أحضرت خمرا وشربت منه وسقت القرد، ثم واقعها القرد نحو عشر مرات حتى غشي عليها. وبعد ذلك نشر القرد عليها ملاءة من حرير وراح محله.»
حكاية بنت السلطان والقرد «... قالت والله كنت قبل محبتي هذا الغلام في غاية الدلال بهيئة الجمال والكمال ولقد فتنت جميع ملوك البصرة حتى افتتن بي هذا الغلام. قلت: يا هذه، وما فرق بينكما؟ قالت: نوائب الدهر ولحديثي وحديثه شأن عجيب، وذلك أني قعدت في يوم نيروز ودعوت عدة من جواري البصرة، وفي تلك الجواري جارية سيران، وكان ثمنها ثمانين ألف درهم، وكانت لي محبة وبي مولعة، فلما دخلت رمت نفسها وكادت تقطعني قرضا وعضا، ثم خلونا نتنعم بالشراب إلى أن يتهيأ طعامنا ويتكامل سرورنا وكانت تلاعبني وألاعبها فتارة أنا فوقها وتارة هي فوقي، فحملها السكر إلى أن ضربت يدها إلى دكتي فحلتها من غير ريبة كانت بيننا ونزل سروالي بالمداعبة . فبينما نحن كذلك إذ دخل هو على حين غفلة، فرأى ذلك فاغتاظ وانصرف عني انصراف المهرة العربية إذا سمعت صلاصل لجامها، فولى خارجا ...»
حكاية ضمرة بن المغيرة التي حكاها حسين الخليع لهارون الرشيد «... ثم مشت والصبية تابعة لها وابن التاجر تابع للصبية إلى أن أقبلت على مصبغة وكان بها واحد معلم يسمى الحاج محمد وكان مثل سكين القلاقسي يقطع الذكر والأنثى يحب أكل التين والرمان ...»
Unknown page