أدهشهم ذلك بشدة، لكن القبطان قال لهم: «دعوه يكتب ما يشاء، وإذا كانت كتابته جيدة، فسوف أتبناه. فأنا لم أر قردا يفوقه في الذكاء أو حسن الخلق أبدا.»
أمسكت بالقلم، وغمسته في الحبر، وكتبت بعض السطور. وأعطيت اللفافة لهم، فأخذوها في ذهول. •••
وهنا أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح. وقالت دينارزاد لأختها: «يا لها من قصة مدهشة يا أختاه!» فردت شهرزاد: «هذا لا يقارن بما سأرويه لكما غدا إذا تركني الملك على قيد الحياة.»
الليلة العشرون
في الليلة التالية، وبينما كانت شهرزاد في سريرها، قالت أختها دينارزاد: «رجاء يا أختاه، اروي لنا المزيد من هذه القصة الممتعة.» وأضاف الملك: «لتكن نهاية قصة الدرويش الثاني.» فأجابت شهرزاد: «حسنا، بالتأكيد!» •••
بلغني - أيها الملك السعيد - أن الدرويش الثاني قال للمرأة: أخذ الرسل اللفافة، وعادوا بها إلى الملك. أعجبته كتابتي، وقال: «خذوا رداء الشرف هذا، وامنحوه للشخص الذي كتب هذه السطور.»
ابتسم الرجال، وقالوا: «يا ملك الملوك، إن من كتب هذه السطور قرد.» سأل الملك: «هل هذا صحيح؟» فردوا بالإيجاب، الأمر الذي أدهش الملك كثيرا، ثم قال: «أرغب في رؤية هذا القرد.» وبعث برسله إلي، وألبسوني رداء الشرف، وأخذوني إليه.
عندما رأيت الملك، انحنيت ثلاث مرات أمامه، ثم قبلت الأرض مرة واحدة. ولاحظ الملك أخلاقي الرفيعة، وقال: «يا له من أمر عجيب!» وأمر بتحضير مائدة طعام أمامه، وطلب مني أن أشاركه تناول الطعام. ولم أتناول سوى كمية قليلة قبل أن أكتب بعض السطور الأخرى له.
قرأ الملك ما كتبته، وقال: «إذا كان هناك رجل يتمتع بهذه المهارة، فسيتفوق على الرجال أجمعين.»
وفي هذه اللحظة، ظهرت ابنة الملك، وكانت ترتدي نقابا على وجهها. قالت: «أبي، هل أنا حقيرة الشأن في نظرك حتى تعرضني على هذا الرجل؟» تعجب الملك وقال: «بنيتي، ما من أحد هنا سوى هذا القرد. لم تحجبين وجهك؟» فأجابت: «قرد؟ هذا رجل عطوف حكيم، ألقى عليه جني إحدى التعاويذ.»
Unknown page