ألا تدري الغبية أنه قد أخذ أولادها؟
أم أنها خافت؟
أو هي تدافع عنهم فقط إذا كانوا في حوزتها تحسهم بشعراتها، وتلمسهم بلسانها، حتى إذا ما صاروا في حوزة الغير أصبحت المسألة أعقد من أن تستطيع حلها؟
وهل هي تستطيع الدفاع فقط ولكنها لا تستطيع الأخذ عنوة أو الاغتصاب؟
وهل الدفاع هو الغريزة الأصيلة، والاغتصاب هو التفكير الشاذ الذي يحتاج إلى تدبير وتفكير وغدر؟
قد تكون أسئلة مثل تلك قد دارت في عقل الرجل وهو يغادر البيت، وقد لا تكون قد خطرت له بالمرة. في تلك الأثناء كان يستمتع بلذة الانتصار فقط. وحين لاحت له مشكلة التخلص من القطط وهو سكران بخمرة النصر ومغرور، وجد حلها أمرا سهلا؛ فما عليه سوى إلقائهم في أية حارة.
وأسكت الانتصار غروره، وحين هدأ قليلا، وأذهب عنه خمر الغرور بعض الجوع للثقة في نفسه، جاءته الإنسانية. وقرر أن يهبهم لبعض جيرانه. قد تكون حلول مثل تلك قد دارت في عقل الرجل وهو يغادر المنزل. ••• - خلاص يا ستي ولا تحملي هم.
ولم يفت الزوجة وهي تبتسم له شاكرة أن تتأوه وتشكو من الألم والوهن.
ولم يفته وهو يروي لها تفاصيل المعركة أن يبالغ قليلا أول الأمر، ولما لم يجد لدى الزوجة مانعا ساق فيها وفتح باب المبالغة على مصراعيه.
وظنا أن المتاعب قد انتهت عند هذا الحد.
Unknown page