37

Al-asbāb al-mufīda fī iktisāb al-akhlaq al-ḥamīda

الأسباب المفيدة في اكتساب الأخلاق الحميدة

Publisher

دار ابن خزيمة

Edition Number

الأولى ١٤١٨هـ

Genres

عديدة; فالصدق حسنة تنساق بصاحبها إلى الحسنات، فهو دليل على حسن السيرة، ونقاء السريرة، وسمو الهمة، ورجحان العقل.
فبالصدق يشرف قدر المرء، وتعلو منزلته، ويصفو باله، ويطيب عيشه; فهو ينجي صاحبه من رجس الكذب، ووخز الضمير، وذل الاعتذار، ويحميه من إساءة الناس إليه، ونزع الثقة منه، كما أنه يكسبه عزة، وشجاعة، وثقة في النفس، فيظل موفور الكرامة، عزيز النفس، مهيب الجناب.
ولا يمكن أن يستقيم لأحد سؤدد، ولا تعلو له مكانة، ولا يحرز قبولا في القلوب، ما لم يرزق لسان صدق.
ثم إن الصدق يهدي إلى البر، وحسن الخلق من جملة ذلك البر.
٣٥- تجنّب كثرة اللوم والتعنيف على من أساء: فلا يحسن بالعاقل أن يسرف في لوم من أساء، خصوصا إذا كان المسيء جاهلا، أو كان ممن يندر وقوع الإساءة منه; فكثرة اللوم مدعاة للغضب، وغلظ الطبع.
ثم إنها موجبة للعداوة، ومجلبة لسماع ما يؤذي.
فالعاقل اللبيب لا يعاتب إخوانه على كل صغيرة وكبيرة،

1 / 39