٦- ومنها إخباره بإنزال الملائكة (ينزّل الملائِكة بالرُّوح من أمره) [النحل: ٢]، وإخباره بإنزال الكتب (وهذا كتاب أنزلناه مباركٌ) [الأنعام: ٩٢] .
٧- ومنها رفع الأيدي والأبصار إليه، وقد وردت أحاديث كثيرة ذكر فيها رفع الرسول ﷺ يديه في الدعاء، وكلّ منْ حزَبه أمرٌ فإنه يرفع يديه إلى العلو يدعو الله.
وكذلك رفع البصر، فإنه ثبت في الدعاء بعد الوضوء.
٨- ومن ذلك إشارته ﷺ بإصبعه إلى العلو كما في حديث حجة الوداع عندما قالوا: نشهد أنّك قد بلغت وأديت ونصحت، فقال بإصبعيه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس: (اللهم اشهد، اللهم اشهد) . (١)
وإن أحببت المزيد من ذكر الأدلة وأقوال سلف الأمة فراجع ما جمعه أهل العلم في مدوناتهم في هذا الموضوع.
علوه - سبحانه - لا ينافي قربه:
فهو قريب يجب دعوة الداعي إذا دعاه، ويعلم سرّه ونجواه، وهو أقرب إلى داعيه من عنق راحلته، ويعلم ما توسوس به النفوس، وهو أقرب إليه من حبل الوريد، وهو يعلم السرّ وأخفى، ويعلم ما يلج في الأرض، وما يخرج منها، وما ينزلُ من السماء، وما يعرج فيها، وهو مع خلقه بعلمه وقدرته، لا تخفى عليه منهم خافية، وما يعزب عن ربك مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر، فهو - سبحانه - القريب في علوّه، العلي في دنوّه وهو الأول والآخر والظاهر والباطن.