Alam al-Jinn wa al-Shayatin
عالم الجن والشياطين
Publisher
مكتبة الفلاح
Edition Number
الرابعة
Publication Year
١٤٠٤ هـ - ١٩٨٤ م
Publisher Location
الكويت
Genres
الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك الَّتي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجلٍ مسمّىً) [الزمر: ٤٢] .
وقد وكّل الله بالأنفس ملائكة يعذبونها إن كانت شقية كافرة، وينعمونها إن كانت صالحة تقية.
وقد بين لنا الرسول ﷺ كيف يقبض ملك الموت الأرواح وما يفعل بها بعد ذلك.
والأرواح إذا كانت مُمْسكة عند ربها وكل الله بها حفظة أقوياء مهرة، فلا يمكن أن تتفلت منهم، وتهرب لتأتي إلى هؤلاء الذين يتلاعبون بعقول العباد.
وبعض هؤلاء يزعم أنه حضّر روح عبد من عبيد الله الصالحين من الأنبياء والشهداء، فكيف يتركون جنان الخلد إلى حجرة التحضير المظلمة، فقد أخبرنا الله أن الشهداء أحياء عند ربهم: (ولا تحسبنَّ الَّذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) [آل عمران: ١٦٩] .
وقد بين الرسول ﷺ (أن أرواح الشهداء في أجواف طير خضر، لها قناديل معلقة بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءَت، ثمّ تأوي إلى تلك القناديل) . رواه مسلم في صحيحه (١)، فكيف يزعم دجالو العصر أنهم يحضرون أرواح هؤلاء؟ كيف؟ (كبرت كلمةً تخرج من أفواههم إن يقولون إلاَّ كذبًا) [الكهف: ٥] .
شبهة وجوابها:
يقولون: فكيف تعللون معرفة الأرواح بأخلاق وأعمال الرجل الذي تزعم أنها كانت تسكنه؟
قلنا: هذا الذي يزعم أنه روح إنما هو شيطان، ولعل هذا الشيطان هو القرين الذي كان يلازم الإنسان، وقد ذكرنا النصوص التي تدلّ على أن لكل إنسان شيطانًا، فهذا القرين الملازم للإنسان يعلم عنه الكثير من أخلاقه وعاداته وصفاته، ويعرف أقاربه وأصدقاءه.
_________
(١) مشكاة المصابيح: ٢/٣٥١. ورقمه: ٣٨٠٤.
1 / 112