149

(175) ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون

تركها بين الناس ( قبل المشرق والمغرب ) اي نحوهما على سبيل المثال ( ولكن البر من آمن بالله ) حق الإيمان ولم يشرك به شيئا ولم يهدم ايمانه باتباع الهوى والشيطان في مخالفة أوامر الله ونواهيه ( واليوم الآخر ) يوم القيامة وحقيقة الإيمان به ان يظهر اثره على أفعاله وأقواله وأخلاقه ( والملائكة والكتاب ) القرآن ويلزمه الإيمان بما ذكر فيه من الكتب الإلهية ( والنبيين ) ورأس ذلك وأساسه هو الإيمان بخاتمهم رسول الله صلى الله عليه وآله فإنه بالإيمان به ينفتح باب الايمان بمن سبقه من الأنبياء لأنه (ص) اخبر بهم وذكروا في القرآن المنزل عليه ولو لا ذلك لما وجد الطريق الى معرفتهم لأن نقل معجزاتهم وادعاءهم النبوة منقطع مريب ( وآتى المال على حبه ) اي حب الله خالصا لوجهه الكريم ( ذوي القربى ) قال في التبيان والبيان أراد به قرابة المعطي. أقول وهو اقرب من حيث اللفظ وفيهما ايضا ويحتمل ان يكون أراد قرابة النبي. أقول وهو اقرب في العادة الى إيتاء المال على حب الله خالصا لوجهه فإنه ابعد عن الدواعي النفسانية وحب الأقرباء وفي البيان وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليه السلام . قلت ولم أجد الرواية بالنسبة لهذه الآية ( واليتامى ) المحتاجين ( والمساكين وابن السبيل ) المسافر المحتاج في سفره وان كان له مال لا يصل اليه ( والسائلين ) منه مالا ( وفي ) عتق ( الرقاب وأقام الصلاة ) بحدودها ( وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا ) ذكر الشرط لبيان هذا النحو من العهد وهو الذي يصدر منهم وجيء بصيغة الجمع للاشارة الى العهود التي تقع بين الجماعات من الناس وللتعريض بغدر بني النضير وقريضة وأمثالهم ممن لم يرع في العهد إلا ولا ذمة ( والصابرين في البأساء ) الفقر ونحوه ( والضراء ) المرض ونحوه ( وحين البأس ) الحرب وشدتها ونصب الصابرين على المدح لما في صبر هؤلاء الصابرين من الفضيلة الكبرى إذ عليه يبتني الثبات على الدين والطاعة لله وشكر نعمه والشدة والاقدام في نصرة الحق والسلامة من

Page 150