214

Al-Wasatiyah in the Light of the Holy Quran

الوسطية في ضوء القرآن الكريم

Publisher

الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات

Genres

قال القرطبي: روى مسلم عن عائشة في قوله ﷿ ﴿وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا﴾ (الإسراء: من الآية ١١٠) قالت: أنزل هذا في الدعاء (١) . والشاهد أن هذه الآية تأمر بالتوسط بين أمرين منهي عنهما، وهما الجهر الشديد أو المخافتة والإسرار ﴿وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا﴾ (الإسراء: من الآية ١١٠) . وقال - تعالى -: ﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ﴾ (لأعراف: من الآية ٢٠٥) . قال القرطبي: (ودون الجهر) أي دون الرفع في القول، أي: أسمع نفسك، كما قال: ﴿وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا﴾ (الإسراء: من الآية ١١٠) . أي بين الجهر والمخافتة (٢) . وقال ابن كثير: ﴿تَضَرُّعًا وَخِيفَةً﴾ (الأعراف: من الآية ٢٠٥) أي اذكر ربك في نفسك رغبة ورهبة، وبالقول لا جهرًا، ولهذا قال: ﴿وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ﴾ (الأعراف: من الآية ٢٠٥) . وهكذا يستحب أن يكون الذكر، لا يكون نداء وجهرًا بليغًا (٣) . وقال - تعالى - ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ (التغابن: من الآية ١٦) . قال ابن كثير: أي جهدكم وطاقتكم.

(١) - انظر: تفسير القرطبي (١٠ / ٣٤٤) . وانظر: صحيح مسلم (١ / ٣٢٩) رقم (٤٤٧) . (٢) - انظر: تفسير القرطبي (٧ / ٣٥٥) . (٣) - انظر: تفسير ابن كثير (٢ / ٢٨١) .

1 / 214