109

Al-Wala wal-Bara in Islam

الولاء والبراء في الإسلام

Publisher

دار طيبة

Edition Number

الأولى

Publisher Location

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genres

وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴿[سورة الحجرات: ١٣] . وقال ﷺ: (لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأسود على أبيض، ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى. كلكم لآدم وآدم من تراب) (١) . وقال أيضًا: إن الله أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء، مؤمن تقي أو فاجر شقي) (٢) . ولقد تبرأ المصطفى ﷺ من أقرباء له ليسوا على دينه، ليضع من نفسه قدوة للمؤمنين فقال فيما رواه عمرو بن العاص ﵁: سمعت رسول الله ﷺ يقول جهارًا من غير سر (إن آل فلان - أناس من أقاربه - ليسوا لي بأولياء، وإنما ولي الله وصالح المؤمنين) متفق عليه) (٣) . وقال ﷺ: (إن أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا) (٤) وهذا موافق لقوله تعالى: ﴿َإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ﴿[سورة التحريم: ٤] . من هنا: كان المؤمنون هم أولياء الله لأنهم استجابوا لما أراد الله فتلقوا منه وحده، وعبدوه وحده، وخافوه وحده. بعكس الفريق الثاني فإنهم كلما دعاهم رسول من رسل الله قالوا ﴿بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ

(١) مسند الإمام أحمد (ج٥/٤١١) عن أبي نضرة وإسناده صحيح إلا أنه مرسل لأن أبا نضرة ليس صحابيًا. (٢) سبق تخريجه. (٣) صحيح البخاري كتاب الأدب (ج١٠/٤١٩ ح ٥٩٩٠) ومسلم في الإيمان (١/١٩٧ ح ٢١٥) . (٤) مسند أحمد: (ج٥/٢٣٥) وهو حديث صحيح. انظر تخريج كتاب فقه السيرة للغزالي (ص٤٨٥) وصحيح الجامع الصغير (ج٢/١٨١ ح ٢٠٠٨) .

1 / 118