al-Wajeez fi 'Ilm al-Tajweed

Mahmoud Sibawayh Al-Badawi d. 1415 AH
1

al-Wajeez fi 'Ilm al-Tajweed

الوجيز في علم التجويد

Genres

الوجيز في علم التجويد مقدمة معنى التجويد لغة واصطلاحا، وحكمه، وموضوعه، وفضله، وغايته. التجويد: لغة: التحسين. تقول: جودت الشيء إذا حسنته. واصطلاحا: إعطاء كل حرف حقه ومستحقه. وحق الحرف: إخراجه من مخرجه متصفا بصفاته الذاتية اللازمة له، كالجهر، والشدة، والاستعلاء، والغنة، وغيرها، فإن هذه الصفات المذكورة وغيرها من الصفات اللازمة لا تنفك عن الحرف. ومستحقه: صفاته العارضة الناشئة عن الصفات اللازمة، كالتفخيم فإنه ناشئ عن الاستعلاء، وكالترقيق فإنه ناشئ عن الاستفال. حكمه: العلم به فرض كفاية، والعمل به فرض عين على كل مسلم ومسلمة. وقد ثبتت فرضيته بالكتاب والسنة والإجماع. أما الكتاب: فقوله تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا (١) أي: جوده تجويدا، وقد جاء عن علي -كرم الله وجهه- في قوله تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا أنه قال: "الترتيل هو تجويد الحروف، ومعرفة الوقوف"، وقد أكد الله الأمر بالمصدر اهتماما به وتعظيما لشأنه. فكان النبي ﷺ يعلم أصحابه القرآن كما تلقاه من جبريل، ولقنهم إياه مجودًا مرتلا ووصل إلينا -أيضا- بهذه الكيفية المخصوصة. وقد جاء عنه ﷺ أحاديث كثيرة تدل على وجوب تجويد القرآن، منها ما روى عن ابن مسعود عن علي -رضى الله عنهما- قال: " إن رسول الله ﷺ يأمركم أن يقرأ كل رجل منكم كما عُلِّم" (٢) . وأما الإجماع: فقد اجتمعت الأمة المعصومة من الخطأ على وجوب التجويد من زمن النبي ﷺ إلى زماننا، ولم يختلف فيه عن أحد منهم، وهذا من أقوى الحجج. موضوعه: الكلمات القرآنية. فضله: أنه من أشرف العلوم لتعلقه بأشرف الكتب وأجلها. غايته: صون اللسان عن اللحن في كتاب الله -تعالى-. والمراد باللحن هنا الخطأ، والميل عن الصواب، وهو قسمان: جلي، وخفي.

(١) سورة المزمل: الآية (٤) (٢) رواه الحاكم في المستدرك جـ٢ ص٢٢٣، ٢٢٤ وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي. ورواه الإمام أحمد في المسند جـ١ ص٤١٩ بلفظ (كما أقرئ) وحسن إسناده الألباني في السلسلة الصحيحة جـ٤ ص ٢٨.

1 / 1