92

Al-Wahidan - Within 'Athar Al-Mu'allimi'

الوحدان - ضمن «آثار المعلمي»

Investigator

علي بن محمد العمران

Publisher

دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٤ هـ

Genres

أقول: والحديث ــ على ما فيه ــ يعارض بظاهره الحديثَ الثابت: "لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية" (^١). لكن قد جمع بينهما العلماء بما حاصله ــ محرَّرًا ــ: أن الهجرة من دار الشرك إلى دار الإسلام له علتان: الأولى: قلة المسلمين في دار الإسلام، وحاجتهم إلى كثرة السواد. الثانية: خوف الفتنة. وكلتا العلتين انتفتا في حق أهل مكة بعد الفتح؛ لأن مكة صارت دار إسلام، وكثر المسلمون بالمدينة، ثم لم يزل المسلمون في كثرة والحمد لله. فلم يبق إلا العلة الثانية في حق من كان مسلمًا بدار كفر، فإذا كان لا يتمكن من إظهار دينه، وأداء ما يجب عليه، أو يخاف الفتنة، فعليه الهجرة. والله أعلم. وفي "فتح الباري" (^٢) في باب هجرة النبي ﵌ وأصحابه: "أن الإسماعيلي أخرج عن ابن عمر قال: "انقطعت الهجرة بعد الفتح إلى رسول الله ﵌، ولا تنقطع الهجرة ما قوتل الكفار". أقول: وهذا أوضح في الجمع، فإن الله ﷿ لما فرض الهجرة إلى رسوله ﵌ جعل لذلك فضلًا خاصًّا ومزية خاصة،

(^١) أخرجه البخاري رقم (١٥٨٧)، ومسلم (١٣٥٣) من حديث ابن عباس ﵄. (^٢) (٧/ ٢٧٠).

13 / 52