Al-Tuḥfa al-Aḥmadiyya fī bayān al-awqāt al-Muḥammadiyya
التحفة الأحمدية في بيان الأوقات المحمدية
Publisher
مطبعة الجمالية
Edition Number
الأولى
Publication Year
1330 AH
Publisher Location
مصر
Genres
مطلب كلام نفيس لصاحب الابريز في ساعة الجمعة
مطلب لا ينبغي التشنيع على من رأى تعجيل صلاة الجمعة
ذلك في شتاء ولا صيف وهي السنة ولا يؤذن لها إلا بعد الزوال بخلاف الفجر اهـ (فهاهو) النص على عنه قلص» والحمد لله بالتوفيق ﴿ثقة ) قال الفقيه سيدي محمد جنون في اختصاره عازيا للإبريز ما نصه وذكر العلامة أبو العباس سيدي أحمد بن مبارك أنه سأل شيخه العارف سيدي عبد العزيز الدباغ رضي الله عنهما عن سبب ساعة الجمعة فقال سببها أنه تعالى لما فرغ من خلق الأشياء وكان ذلك في آخر ساعة من يوم الجمعة اجتمعت الخلائق كلها على الدعاء والتضرع إلى الله تعالى في أن يتم النعمة على ذواتهم ويعطيهم ما يكون سبباً في بقائها وصلاحها مع رضاه تعالى عليهم وعدم سخطه (قال رضي الله عنه) وينبغي للشخص إذا فتح عليه في ساعة الجمعة ووفق لها أن يدعو بنحو هذا الدعاء ويسأل الله تعالى خير الدنيا وخير الآخرة فإن ذلك هو الذي صدر من باطن المخلوقات يومئذ ولم يكن دعاؤهم مجرد الآخرة فإذا وفق الشخص الساعة المذكورة ووافق الدعاء المذكور نجح من غوبه (قال رضي الله عنه) وهذه الساعة قليلة جداً إنما هي قدر الركوع مع طمأنينة وذلك قدر ما يرجع كل عضو من المتحرك إلى موضعه ويسكن فيه وتسكن عروقه وجواهره من الحركة الناشئة عن التحرك السابق (قال رضي الله عنه) وهذه الساعة تنتقل ولكن في يوم الجمعة خاصة فمرة تكون قبل الزوال تنتقل في ساعاته ومرة تكون عند الزوال وبعده تنتقل في ساعاته إلى غروب الشمس قال فتبقى قبل الزوال ستة أشهر وبعد الزوال ستة أشهر وقال إنها في زمنه صلى الله عليه وسلم كانت في الوقت الذي يخطب فيه النبي صلى الله عليه وسلم وذلك عند الزوال (وفي زمن سيدنا عثمان) رضي الله عنه انتقلت فصارت بعد الزوال وصار وقت الخطبة ووقت اجتماع الناس للصلاة فارغا منها مع أن الخطبة والاجتماع العاشر عهد النبي صلى الله عليه وسلم لا إدراك الساعة المذكورة (قال رضي الله عنه) لكن لما كان قيام النبي صلى الله عليه وسلم ووقوفه خطيباً متضرعاً خاشعاً لله تعالى لا يعادله شيء حصل للوقت الذي قام فيه النبي صلى الله عليه وسلم شرف عظيم ونور كبير فصار ذلك الوقت بمثابة ساعة الجمعة أو أفضل من فاتته ساعة الجمعة وأدرك ساعة وقوفه صلى الله عليه وسلم لم يضع له شيء ولهذا لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بنقل الخطبة إلى ساعة الجمعة كلما انتقلت لأن ساعته صلى الله عليه وسلم لا تنتقل فكانت أولى بالاعتبار من ساعة الجمعة التي تنتقل لما في ذلك أعني عدم نقل الخطبة من الرفق بالأمة المشرفة وأيضاً فإن أمر ساعة الجمعة غيب وسر لا يطلع عليه إلا الخواص وساعته صلى الله عليه وسلم ظاهرة مضبوطة بالزوال فلا تخفى على أحد فكانت أولى بالاعتبار وعلى هذا فمن لم يصل الجمعة عند الزوال وكانت عادته أن يؤخرها فقد فرطوا في ساعة النبي صلى الله عليه وسلم يقيناً وهم على شك في إدراك ساعة الجمعة فقد ضيعوا اليقين بالشك وذلك تفريط عظيم نسأل الله التوفيق لما نهجه صلى الله عليه وسلم (فقلت له) ونحن في الغرب إذا خطبنا عند الزوال وأردنا مصادفة ساعته صلى الله عليه وسلم فإننا لا ندركها لأن زوالنا يتأخر عن زوال المدينة بكثير فينبغي لنا أن نتحرى ساعته عليه السلام قبل الزوال وذلك يفضي إلى صلاة الجمعة قبل الزوال وهذا لا يجوز وكيف الحيلة فقال رضي الله عنه سر ساعته صلى الله عليه وسلم سار في سائر الزوالات مطلقاً فلا يعتبر زوال دون زوال كالا يعتبر غروب دون غروب وطلوع دون طلوع بل المعتبر طلوع كل قطر وغروب كل مكان فإننا نصلي الصبح على فجرنا لا على فجر المدينة المنورة ونفطر على غروبنا لا على غروبها وهكذا سائر الأحكام المضافة إلى الأوقات ومن جملة ذلك الزوال اه منه وقوبل على أصله فوجد كاهناً وذكر سيدي جعفر الكتاني في تعليقه ﴿تنبيه ه ولينظر المنصف قول هذا العالم عن هذا الطرف وتحضيضه له على الصلاة في هذا الوقت وإتيان هذا العالم به أيضاً تحضيضاً على الوقت المذكور مع ما تقدم من مواظبة صلاته صلى الله عليه وسلم في الوقت المذكور وكلام الأئمة فيه أنه هو الذي ينبغي وقوع الصلاة فيه إلى ما ذكره سيارة وإن كان على هذه الحالة فوجه التشنيع على من قال بأنه تنفي الصلاة في قربه أما فيه فيعلم أنه لا يمكن وصار كأنه أتى بقول بدعي وأمر بأس ليس بشرعي ولا هو عند أهل الشرع بمرعي ولا يوجد في نص أصلي
ولا
108