294

Al-Taysīr fī al-Tafsīr

التيسير في التفسير

Editor

ماهر أديب حبوش وآخرون

Publisher

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

Edition Number

الأولى

Publication Year

1440 AH

Publisher Location

أسطنبول

Genres

Tafsīr
منها: أنَّ اللَّه تعالى أمر عباده بهذا السؤالِ لأنه أهمُّ حوائجهم، وهو الذي سأله الأنبياءُ ﵈ والأولياءُ، قال (^١) يوسفُ صلوات اللَّه عليه: ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِمًا﴾ (^٢) [يوسف: ١٠١]، وقال سحرةُ فرعونَ عليه لعائنُ اللَّه: ﴿وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ﴾ [الأعراف: ١٢٦]، وقا لت الصحابة رضوان اللَّه عليهم أجمعين: ﴿وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ﴾ [آل عمران: ١٩٣]، وما ينبغي أن يُعتمد على ظاهرِ الحال، فقد يتغيَّر في المآل، واعتَبِرْ بإبليس وبرصيصا، وبلعامَ (^٣) وثعلبة.
ومنها: أنه علَّم كيفيَّةَ الدعاء، وهو البدايةُ بالثناء، وقد قال ﵊: "مَن بدأ بالدُّعاء قبل الثَّناء فهو قَمِنٌ أنْ لا يُستجابَ له" (^٤).
ومنها: أنه أَمر بهذا الدعاءِ، ولو لم يُرِدْ به (^٥) الإجابةَ لَمَا أَمر به، وقد حقَّق ذلك فيما روِّينا: "هذا لعبدي ولعبدي ما سأل" (^٦)، وهذا إثباتُ المباسَطةِ، وهو دليلُ حقيقةِ المحبة، وما رُوي: أن المصلِّيَ يناجي ربَّه (^٧)، فقد قيل: هو في هذا، وفي إثباتِ هذه المناجاةِ إثباتُ المحبةِ والقربةِ والخصوصيَّة، فلا مناجاةَ إلا من أهل المحبة، وإلا بَعدَ نيلِ القُربة، وإلا عند ظهورِ الخصوصيَّة.
ومنها: أنَّ قوله تعالى: ﴿اهْدِنَا﴾ على الجمعِ يكون لنفسه ولعامة المسلمين،

(^١) في (ف): "فقال".
(^٢) زاد في (أ): " ﴿وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ ".
(^٣) في (ف) و(أ): "وبلعم".
(^٤) لم أجده، وروى ابن أبي شيبة في "المصنف" (٢٩١٧١) عن إبراهيم التيمي قال: كان يقال: إذا بدأ لرجل بالثناء قبل الدعاء فقد وجب، وإذا بدأ بالدعاء قبل الثناء كان على رجاء.
(^٥) "به" من (ف).
(^٦) قطعة من حديث رواه مسلم (٣٩٥)، وتقدم.
(^٧) قطعة من حديث رواه البخاري (٥٣١) من حديث أنس ﵁.

1 / 149