244

At-Tayseer fi At-Tafseer

التيسير في التفسير

Investigator

ماهر أديب حبوش وآخرون

Publisher

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

Edition Number

الأولى

Publication Year

1440 AH

Publisher Location

أسطنبول

Genres

Tafsīr
اللفظ، وتقول: الشكرُ للَّهِ والشكرُ لفلانٍ، فهذا عمومُ اللفظ، ثم الحمدُ يُوضَع موضعَ الشكرِ، فيقالُ: حَمدتُه على صفاتِه الجليلة، وحَمدتُه أيضًا على صنائعِه الجزيلةِ، والشكرُ لا يُوضَع موضعَ الحمدِ، فيقالُ: شكرتُ له على آلائِه ونعمائِه، ولا يقالُ: شكرتُ له على علائه وكبريائه، فكان كلُّ شكرٍ حمدًا، ولم يكن كلُّ حمدٍ شكرًا.
وبالفارسية: (الحمد للَّه استايش همه استانيد كان وراي منتهي، والشكر للَّه ساس همه دارند كان ورابد همة منتهي) (^١).
وقال قتادةُ: إنَّ اللَّه تعالى افتتحَ بالحمدِ (^٢) حين خَلَقَ السماواتِ والأرضَ، فقال: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾ [الأنعام: ١] وختمَ بالحمد فقال: ﴿وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الزمر: ٧٥] (^٣)، فجعل ابتداءَ العالَم وانتهاءَه بالحمد.
ثم قراءةُ العامَّة ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ على الابتداء، واللامُ بالكسر على الأصل.
وقرأ هارونُ بنُ موسى العَتكيُّ الأعورُ ورؤبةُ بنُ العجَّاج بنصبِ الدَّالِ على المصدر (^٤)، وهو على الأَمْرِ بطريقِ الإغراء.
وقرأ الحسنُ البصريُّ ﵀: (الحمدِ للَّه) بخفض الدَّالِ (^٥)؛ إِتباعًا لكسرة اللام.

(^١) في هامش (ف): "تعريبه: مدح جميع المُدَّاح له وشكر جميع الشاكرين له على مننه".
(^٢) في النسخ: "الحمد"، والمثبت من هامش (ف). ولفظ الخبر: (فُتح أول الخلق بالحمد للَّه. .).
(^٣) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٠/ ٢٧٣).
(^٤) انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٩)، ونسبها لرؤبة.
(^٥) انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٩)، وزاد نسبتها لرؤبة، و"المحتسب" (١/ ٣٧)، وزاد نسبتها لزيد بن علي.

1 / 99