Al-Tankeel bima fi Ta'neeb Al-Kawthari min Al-Abateel

Abd al-Rahman al-Mu'allimi al-Yamani d. 1386 AH
102

Al-Tankeel bima fi Ta'neeb Al-Kawthari min Al-Abateel

التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل - ط المكتب الإسلامي

Publisher

المكتب الإسلامي

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

Genres

الحقيقة والمجاز (٢) كرر الكوثري وأعاد في الدال والمدلول، والحقيقة والمجاز، والحرف والصوت والمداد، وبهت بعض الأئمة كابن قدامة بما لا يصح أن يقوله عاقل، كل ذلك ليتحلل مما اشتهر عن أئمة السلف أن القرآن كلام الله غير مخلوق، منه بدأ واليه يعود، وحاصل ما أبدأ وأعاد، أنه ليس لله تعالى كلام يتلى بيننا! وأن ما بين دفتي المصحف ليس كلام الله، فخالف النصوص، والاجماع، وسلف الأمة وأئمتها، فما أدري ما يقول في قوله تعالى "وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ" (١) " وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (٢) . بل أدري أنه سيقول، بل قد قال فعلًا: حتى يسمع مدلول، أو دال كلام الله، لا أن يسمع كلام الله حقًا، وهذا هو تحريف كلام الله بعد سماعه وعقله تقليدًا لمتفلسفة اليونان. وإذ قيل له: هل نادى الله موسى وناجاه وقربه نجيًا وهل سمع موسى كلام الله؟ فسيقول: بل قال: إنما سمع مدلول، أو دال كلام الله! وهكذا من أنواع هذه القرمطة التي تفسد العقول والفِطر، وتشكك في كتب الله وشرائعه. ونسأله عما تقر به العقول وتعترف به الفِطَر، أن الكلام هو كلام من قاله ابتداءً وانشاءً وتاليفًا؛ فهذا القرآن الذي نسمعه من القارىء ونسمع صوته به: من الذي

(١) سورة التوبة: ٦. (٢) سورة البقرة: ٧٥.

1 / 113