151

Tanbih Wa Radd

التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع

Investigator

محمد زاهد الكوثري

Publisher

المكتبة الأزهرية للتراث

Publisher Location

القاهرة

واستقبل قبلتنا واجاب دَعوتنَا وآكل ذبيحتنا فذلكم الْمُسلم لَهُ مَا للْمُسلمِ وَعَلِيهِ مَا على الْمُسلم وَمِنْهُم صنف زَعَمُوا أَنه لابد من الْإِقْرَار بِاللِّسَانِ بِالشَّهَادَةِ بِأَن لَا إِلَه إِلَّا الله وبالأنبياء ﵈ وَبِمَا جَاءَ من عِنْد الله ثمَّ ترك من الْعَمَل فَهُوَ مُؤمن لَا ينقصهُ التَّنْزِيل شَيْئا يُقَال لَهُم كَيفَ لَا ينقصهُ التَّنْزِيل وَقد روى عَن النَّبِي ﷺ أَنه قَالَ الْإِيمَان بضع وَسَبْعُونَ بَابا أفضلهَا شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَدْنَاهَا إمَاطَة الْأَذَى من الطَّرِيق وَالْحيَاء شُعْبَة من الْإِيمَان وَسَأَلَ أَبُو ذَر النَّبِي ﷺ عَن الْإِيمَان فَقَرَأَ هَذِه الْآيَة لَيْسَ الْبر أَن توَلّوا وُجُوهكُم قبل الْمشرق وَالْمغْرب وَلَكِن الْبر من آمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر وَالْمَلَائِكَة وَالْكتاب والنبين وَآتى المَال على حبه ذَوي الْقُرْبَى واليتامى وَالْمَسَاكِين وَابْن السَّبِيل والسائلين وَفِي الرّقاب وَأقَام الصَّلَاة وَآتى الزَّكَاة والموفون بعهدهم إِذا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الباساء وَالضَّرَّاء وَحين الْبَأْس أُولَئِكَ الَّذين صدقُوا وَأُولَئِكَ هم المتقون وَعَن عَطاء بن يسَار فِي هَذِه الْآيَة ﴿وَعمل صَالحا ثمَّ اهْتَدَى﴾ يَعْنِي ثمَّ أصَاب بقوله وَعَمله السّنة وَمِنْهُم صنف زَعَمُوا أَنه لَا بُد من الْإِقْرَار بالتنزيل وَإِن جَحَدُوا من التَّأْوِيل مَا شَاءُوا وَقَالُوا نشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله ﷺ ثمَّ قَالُوا لَا نَدْرِي مُحَمَّد هُوَ الَّذِي بِمَكَّة وَالْمَدينَة أَو نَبِي بخراسان فَهُوَ مُؤمن وَقَالُوا نقر بِالْحَجِّ وَلَا ندرى هُوَ الَّذِي بِمَكَّة أَو بَيت بخراسان فَهُوَ مُؤمن وأقروا بالخنزير

1 / 151