143

Al-Taḥrīr fī sharḥ Muslim

التحرير في شرح مسلم

Editor

إبراهيم أيت باخة

Publisher

دار أسفار

Edition

الأولى

Publication Year

1442 AH

Publisher Location

الكويت

أي: شغلتهم أنفسهم وحملتهم على الهم، واشتد عليهم أمر أنفسهم، و(مَن يَقبَلُ) في موضع رفع فاعل يهم، و(رَبَّ المَالِ) مفعول مقدم(١)، وقوله: (لَا أَرَبَ لِي فِيهِ) أي: لا حاجة لي فيه.

ومن باب ما تخرج الأرضون من كنوزها

[٣٠] حديث أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: (تَقِيءُ الأَرضُ أَفْلَاذَ كَبِدِهَا)(٢)، تقيء أي: تنقيَّأُ، يقال: قاءت تقيء أي: تتقيأ فتطرح ما في بطنها من الكنوز على ظهرها، و(الأَفْلَاذُ) جمع الفَلِذ وهو القطعة من اللحم أو الكبد، قال أهل اللغة: هذا ثوب يقيء الصِّبْغَ إذا كان مُشبعاً، وقوله: (فَيَجِيءُ القَاتِلُ فَيَقُولُ: فِي هَذَا قَتَلتُ)، فائدة الحديث أنَّ مالاً تكونُ عاقبته هذا، فالتخلي منه وتركه في أول الأمر أولى.

ومن باب التصدق من الكسب الطيب

[٣١] حديث: (مَا تَصَدَّقَ أَحَدٌ بِصَدَقَةٍ مِن طَيِّبٍ)(٣) أي: من حلال، وقوله: (فَتَربُو) أي: فتزيد، يقال: رَبَت تَرْبُو، وفي القرآن: ﴿أَهْتَزَّتْ وَرَبَتْ﴾ [الحج: ٥]، وقوله: (فِي كَفِّ الرَّحمَنِ) ما يجب الإيمان به، ويترك التعرض لتأويله، وقوله: (كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلْوَهُ) بسكون اللام وتخفيف الواو، ولعلَّه لغةٌ، واللغة

(١) هذا على وجه الضم، قال النووي رَحِمَهُ اللهُ: (ضبطوه بوجهين أجودهما وأشهرهما: يُهِم بضم الياء وكسر الهاء ويكون رب المال منصوبا مفعولا والفاعل من وتقديره يحزنه ويهتم له، والثاني يَهُم بفتح الياء وضم الهاء، ويكون رب المال مرفوعا فاعلا وتقديره يهم رب المال من يقبل صدقته أي بقصده) شرح صحيح مسلم: ٩٧/٧.

(٢) برقم: ١٠١٣، وأخرجه الترمذي برقم: ٢٢١٥.

(٣) حديث أبي هريرة برقم: ١٠١٤، وأخرجه البخاري برقم: ١٤١٠.

143