بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين. سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
((وبعد)) فلقد كان من أسم الله سبحانه وتعالى على أن وفقنى الى طبع القسم الاول من (تهذيب الكفاية. فى علم الفقه) أثناء العام الماضى فنال من حسن القبول والرواج ماحبب الى المضى فى اتمامه خدمة للطلاب والمتفقهين.
ولكن حدث أواخر صيف سنة ١٩٣٥ م أن قررت إدارة المعاهد الدينية العدول عن تدريس كتاب (كفاية الأخيار. شرح غاية الاختصار) للشيخ تقى الدين الحصنى. واستبدلته بكتاب (النهاية) للشيخ ولى الدين البصير رحمه الله. وهو شرح لكتاب (غاية الاختصار) المذكور. ولم يكن معروفاً بل لم يسبق طبعه.
فلما عهد الى هذا العام بتدريس القسم الثانى منه السنة الثالثة ووقفت عليه (أول مرة) رأيته كسابقه. يشق تحصيله على الطلاب المبتدئين لتشتيت مسائله. وصعوبة عباراته. وان كان يختلف عنه بعدم التعرض لمذاهب السلف الا ما كان منها مشهورا معتبرا فى المذهب. وهذا أمر قد يعده البعض ميزة بينما يعتبره الآخرون نقصا.
فرأيت من واجبي أن أتابع خطتي. فاجمع كتابا يشتمل على مافى (النهاية) بالاسلوب الذى درجت عليه فى (تهذيب الكفاية) من تحرير الاحكام.