Al-Shafi'i: His Life and Era – His Opinions and Jurisprudence

Muhammad Abu Zahra d. 1394 AH
16

Al-Shafi'i: His Life and Era – His Opinions and Jurisprudence

الشافعى حياته وعصره – آراؤه وفقهه

Publisher

دار الفكر العربي

Edition Number

الثانية

Publication Year

1398 AH

وعلى من زعم خلاف المشهور المستفيض أن يأتي بحجة أو سند صحيح يثبت دعواه، وليس لهؤلاء حجة(١).

١٠ - وأما أمه فهي من الأزد، وليست قرشية، ولكن زعم بعض المتعصبين للشافعي أنها قرشية علوية، ولكن الصحيح أنها أزدية، وذكر الفخر الرازي أن رواية أنها قرشية شاذة تخالف الإجماع، ولقد قال في هذا المقام: ((وأما نسب الشافعي من جهة أمه ففيه قولان: الأول وهو شاذ رواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وهو أن أم الشافعي رضي الله تعالى عنه هي فاطمة بنت عبد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه. والثاني المشهور أنها من الأزد)).

وكل الروايات التي رويت عن الشافعي في نسبه تذكر على لسانه أن أمه من الأزد وانعقد على ذلك الإجماع، وفي نسب الشافعي بأبيه غناء يغنيه عن ادعاء القرشية لأمه بغير حق.

١١ - تبين من هذا السياق الذي سقناه أن الشافعي كان قرشياً، وقد نشأ من أسرة فقيرة كانت مشردة بفلسطين، وكانت مقيمة بالأحياء اليمنية منها، ولقد روي عن الشافعي عدة روايات تدل على أن أباه مات صغيراً، وأن أمه انتقلت به إلى مكة، خشية أن يضيع نسبه الشريف، فلقد جاء في معجم

(١) قد ورد في الفخر الرازي قول المتعصبين من المالكية والحنفية من ثلاثة وجوه (أولها) أن المخالفين له من المالكية والحنفية وغيرهم في عصره كانوا يجادلونه، ومنهم من كان يحسده وينال منه، فلو كان غير قرشي لطعنوا في نسبه، ولو طعنوا لاشتهر ذلك عنهم، ولم ينتقل من مجادليه شيء من ذلك (ثانيها) أن الشافعي ادعى ذلك النسب في حضرة الرشيد عند اتهامه مع العلوية الذين خرجوا على الرشيد، فلو كان من الموالي ما ادعى أنه ابن عم الخليفة، وقد جيء مكبلاً خائفاً يترقب، ولو لم يكن النسب مما يظهر كالشمس ما ادعاه عاقل كالشافعي في مثل هذا المقام (ثالثها) أن أكابر العلماء شهدوا بهذا النسب: قال محمد بن إسماعيل البخاري في التاريخ الكبير عند ذكر الشافعي (محمد بن إدريس الشافعي القرشي) وقال مسلم بن حجاج. وعبد الله بن السائب والي مكة، وهو أخو الشافعي بن السائب جد ابن إدريس)، ولا نزاع في أن عبد الله بن السائب قرشي أ هـ. ملخصاً من مناقب الشافعي ص ٨٧.

16