Al-Sahih al-Mathur fi Alam al-Barzakh wal-Qubur
الصحيح المأثور في عالم البرزخ والقبور
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
Genres
عِنْدَ المَوْتِ" (١)، ودعا به ﷺ تعليمًا لنا؛ فالشَّيطان يجتهد على الإنسان من المهد إلى اللّحد، قال النَّبيُّ ﷺ: "إِنَّ الشَّيْطَانَ يَحْضُرُ أَحَدَكُمْ عِنْدَ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ شَأْنِهِ" (٢).
فَإِذَا تَقَرَّرَ ذَلِكَ، فاعلم أنَّ لك جِيرَانًا يجب التيقّظ لهم والاستعاذة بالله من شرِّهم: ﴿وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (٩٧) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (٩٨)﴾ [المؤمنون]، وأنَّ لك جِيرَانًا يجب أن لا تسيء جوارهم: ﴿وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (١٠) كِرَامًا كَاتِبِينَ (١١) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (١٢)﴾ [الانفطار].
وخير سبيل للنَّجاة من الشّيطان اللُّجُوءُ إلى الله تعالى والاستعاذة به، قال تعالى: ﴿وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٢٠٠)﴾ [الأعراف]، والتّقوى نجاة للإنسان مِن مسِّ الشَّيطان: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (٢٠١)﴾ [الأعراف].
وكيد الشَّيطان ضعيف: ﴿إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (٧٦)﴾ [النِّساء]،
(١) "صحيح أبي داود" (ج ٥/ص ٢٧٤/رقم ١٣٨٨) وقال الألباني: إسناده صحيح على شرط مسلم. وضعّفه شعيب الأرنؤوط لاضطرابه في "سنن أبي داود" (ج ٢/ص ٦٤٩/رقم ١٥٥٢) وكذا في "المسند" (ج ٢٤/ص ٢٨١/رقم ١٥٥٢٣)، وقال الهيثمي في "مجمع الزّوائد" (ج ٢/ص ٣١٨/رقم ٣٨٨٥): رَوَاهُ أَحْمَدُ وَفِيهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ وَلَمْ أَجِدْ مَنْ وَثَّقَهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ، وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (ج ١/ص ٧١٣/رقم ١٩٤٨) وقال: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وتعقّبه الذّهبي بقوله: أخرجه أبو داود والنّسائي بطرق، وليس فيه عن جدّه، وكذا قال ابن الملقّن. (٢) مسلم "صحيح مسلم " (ج ٣/ص ١٦٠٧) كتاب الْأَشْرِبَةِ.
1 / 66