146

Al-Rawḍa al-Bahiyya fī Sharḥ al-Lumʿa al-Dimashqiyya

الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية

استمرارا لهذه الحياة الصالحة الخيرة.

وسوف نحاول نحن في حدود ماتقدم: من حديث ترجمة الفقيه (الشهيد الثاني)، واستعراض جوانب من ثقافثه، ورحلاته وآثاره الفكرية وشهادته، وملامح عن كماله النفسي، وكراماته، وفضائله الخلقية عسى أن تبرز لنا هذه الدراسة بعض ملامح هذه الشخصية، وتترك في نفوسنا أثرا:

صفاته وملامحه

قال ابن العودي في رسالته: كان ربعة من الرجال، معتدل القامة، وفي آخر عمره كان إلى السمن أميل، بوجه صبيح مدور، وشعر سبط يميل إلى الشقرة، أسود العينين والحاجبين، أبيض اللون، عبل الذراعين والساقين.

كان أصابع يديه أقلام فضة، إذا نظر الناظر في وجهه، وسمع لفظه العذب لم تسمح نفسه بمفارقته، وتسلى عن كل شيء بمخاطبته، تملى العيون من مهابته وتبتهج القلوب لجلالته، وأيم الله إنه فوق ما وصفت، وقد اشتمل على خصال حميدة اكثر مما ذكرت.

نشأته الفكرية

وأكثر ما يعنينا من دراسة حياة (الشهيد) نشأته الفكرية ودراسته ولا شك أن لنشأة الانسان أثرا في تكوينه الذهني والنفسي، وكيفما يتهيأ للانسان أن ينشأ تصاغ شخصيته وتتبلور ذهنيته.

Page 162