لنقدم بعد ذلك الصفات المشتركة للحدود، أو الميزات والخصائص التي تنفرد بها الحدود عن غيرها.

أولاً - حد الزنا:

وهو عقوبة الاعتداء على العرض بالزنا، كما أنه اعتداء على نظام الأسرة الذي صانه الإسلام، واحتفى به، وقرر له الأحكام الكفيلة بحفظها وحمايتها لأداء رسالتها في بناء المجتمع الصافي المتين.

والعقوبة في حد الزنا الجلد والرجم حسب التفصيل التالي:

إن عقوبة الزاني غير المحصن هي الجلد مائة جلدة، لقوله تعالى: ﴿الزَّانِيةُ والزَّاني فاجلدُوا كلِّ واحدٍ منهما مائةَ جَلْدةٍ، ولا تَأْخُذْكُم بهما رأْفَةٌ في دِينِ اللهِ، إنْ كنتُم تُؤْمِنونَ بالله واليومِ الآخرِ، وليشهدْ عذَابَهما طائفةٌ من المؤمنين﴾ (سورة النور) الآية: ٢.

وغير المحصن هو الذي لم يتزوج، والزواج هنا يعني العقد مع الدخول بالاتفاق، وأضاف جمهور الفقهاء إلى الجلد عقوبة تبعية، وهي التغريب أي النفي لمدة عام، لما ثبت في السنة أن رسول الله ﷺ قال في حديث العَسِيف: ((وعلى ابنك جلدُ مائةٍ وتغريبُ عام))^(١)، وقال عليه الصلاة والسلام: ((خُذُوا عني قد جعلَ الله لَهُنَّ سَبيلاً، البكرُ بالبكرِ جلدُ مائةٍ ونفيُ سنةٍ))^(٢)، وخالف الحنفية في التغريب، ولم يأخذوا به، واقتصروا في حد غير المحصن على الجلد الثابت بنص الآية الكريمة، وأن الأحاديث السابقة زيادة على الكتاب الكريم، ولا تصح الزيادة إلا بحديث متواتر أو مشهور، وهذه الأحاديث لم تصل إلى درجة التواتر والشهرة^(٣).

أما عقوبة الزاني المحصن (المتزوج) فهي الرجم بالحجارة حتى الموت،