al-naẓariyyāt al-fiqhiyya
النظريات الفقهية
Publisher
دار القلم والدار الشامية
Edition Number
الأولى
Publication Year
1414 AH
Publisher Location
بيروت
Genres
٢ - بناء الأخلاق القويمة، وإحياء الوازع الخلقي، والضمير الحي، والوجدان النابض في معاملة الناس، بأن يعاملهم كما يحب أن يعاملوه، وفي الحفاظ على حقوق الناس ومشاعرهم، فالأخلاق الفاضلة هي الدعامة الثانية التي يقوم عليها المجتمع بعد دعامة العقيدة والدين(١).
٣ - الدعوة إلى العمل وممارسة وسيلة العيش الكريم من المورد الحلال، ليكون الفرد عضواً نافعاً لسعادة نفسه، وعضو إنتاج في سعادة البشرية، وبالتالي فإن الإنسان يشغل وقته في عمله وكسب رزقه، ويعتمد على عمله لتأمين معيشته وبناء مستقبله، وتتكفل الدولة الإسلامية بتأمين العمل الشريف لكل مواطن فيها، فينصرف عن الإجرام والاعتداء على حقوق الناس.
٤ - كفالة الشريعة، الممثلة بالدولة، للحقوق الشخصية والاجتماعية لكل فرد من أفراد المجتمع، فتؤمن العدل بين الناس، وتحفظ لهم حقوقهم، وتصون حرياتهم، وتحميهم من الاعتداء، وتقيم بينهم التكافل الاجتماعي، والتضامن الإنساني، والحماية من عوادي الزمن ونكبات الدهر، ونتيجة لذلك فيبتعد الناس عن الإجرام، وتغلق أمامهم أبوابه، وتموت بواعثه، وتُصفَّد الشياطين في أغلالها، وتنعم البشرية بالسعادة والرخاء والمحبة والتعاون(٢).
٥ - إقامة مؤسسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الخير، والتواصي بالحق، فيتذكر الإنسان في كل لحظة ما يجب عليه، وينذره الدعاة من الشر وعاقبته، ويحذروه من شباك الشياطين وإثمه، يقول تعالى: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ (سورة آل عمران، الآية: ١٠٤)، وقال تعالى: ﴿وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
(١) التشريع الجنائي الإسلامي ٧٠/١، فلسفة العقوبة في الفقه الإسلامي ١١/١، طرق تدريس التربية الإسلامية، للمؤلف ص ٤٣٤ وما بعدها.
(٢) انظر الإسلام عقيدة وشريعة ص ٢٦٠، ٢٦٧.
23