Al-Musarahah fi Ahkam al-Musafahah

Gamal Abdel Nasser d. Unknown
73

Al-Musarahah fi Ahkam al-Musafahah

المصارحة في أحكام المصافحة

Publisher

المكتبة الرقمية في المدينة المنورة

Genres

تحريم، لأنهم ما قصدوا التّرك ولا أمكنهم دخولها فلم يدخلوها، لأنه لم يكن في بلادهم وقتئذ حمّام. وكذا ترْكه ﷺ أنواعًا من القوت واللباس والمركب والمساكن ممّا لم يكن موجودًا بالحجاز في عصره ﷺ، فلا يدلّ ذلك على أنّ ترْك الانتفاع بذلك الطعام أو اللباس والمراكب والمساكن سُنّة١. ب - والترْك المقصود، وهو الذي يُعبّر عنه بالكفِّ أو الإمساك أو الامتناع، وهو على أقسام: القسم الأول: الترْك لِدَاعي الجِبِلّة البشرية، كتَرْكه ﷺ أكلَ لحم الضّبِّ مُعلِّلًا ذلك بقوله: "لم يكن بأرض قومي، فأجِدُني أَعَافُه" ٢. كما أنّ النبي ﷺ كان يترك ما لا يشتهيه من الطعام ولا يَعيبُه. فقد ثبت في حديث أبي هريرة: "أنّ النبي ﷺ ما عاب طعامًا قط. إنِ اشتهاه أكَلَه، وإن كَرِهَه تَرَكه"٣.

١ راجع: مجموع الفتاوى لابن تيمية ٢١/٣١٣،٣١٤، وأفعال الرسول ﷺ ودلالتها على الأحكام للدكتور محمد الأشقر ٢/٤٥، ٤٦. ٢ أخرجه البخاري ٥/٢٠٦٠، ومسلم ٣/١٥٤٣ من حديث ابن عباس ﵁. ٣ أخرجه البخاري ٢/٧٣٠، ومسلم ٣/١٦٣٣.

1 / 76