صاحب سبق في هذا المضمار، فقد استطاع في "مختصره" أن يجمع في إحكام مذهب الإِمام أبى عبد اللَّه أحمد بن محمد بن حنبل الشيبانى، وأن يتقن سَوْق مسائله في يسر واختصار، مما جعله المتن المعتمد في المذهب، فالتفَّت القلوب حوله، واتجهت النفوس إليه؛ حفظا، ودراسة، وشرحا (١).
وكان ممَّن يسَّر اللَّه له شرح هذا "المختصر" الشيخ الإمام مُوفَّق الدين أبو محمد عبد اللَّه بن أحمد بن محمد بن قُدامة بن مِقْدام بن نصر المَقْدِسِىُّ الجَمَّاعِيلىُّ ثم الدِّمَشْقِىُّ الصَّالِحِىُّ الحَنْبَلِىُّ (٢). وسمَّى كتابه "المغنى"، الذي قال فيه رفيقه، وخليفته في رئاسة المذهب بعده، ناصح الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن عبد الواحد الأنصاري، ابن الحنبلى، المتوفى سنة ٦٣٤ هـ، على ما نقله ابن رجب: بلغ الأمل في إتمامه، وهو كتاب بليغ في المذهب، عشر مجلدات، تعب عليه، وأجاد فيه، وجمَّل به المذهب. ونقل ابن رجب عن الحافظ ابن الدبيثى أن