261

Al-Mughnī sharḥ mukhtaṣar al-Khiraqī

المغني شرح مختصر الخرقي

Editor

عبد اللَّه بن عبد المحسن التركي وعبد الفتاح محمد الحلو

Publisher

دار عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع

Edition

الثالثة

Publication Year

1417 AH

Publisher Location

الرياض

بابُ الاسْتِطابةِ والحَدَثِ
الاسْتِطابةُ: هي الاسْتِنْجاءُ بالماءِ أو بالأَحْجارِ، يقال: اسْتَطابَ، وأَطَابَ: إذا اسْتَنْجَى؛ سُمِّىَ اسْتِطابةً لأنَّه يُطَيِّبُ جَسَدَه بإزالةِ الخَبَثِ عنه، قال الشاعر، يَهْجُو رَجُلا (٧):
يارَخَمًا قَاظَ علَى عُرْقُوبِ (٨)
يُعْجِلُ كَفَّ الْخَارِىءِ الْمُطِيبِ
والاسْتِنْجاءُ: اسْتِفْعالٌ مِن (٩) نَجَوْتُ الشَّجرةَ، أي: قَطَعْتُها، فكَأَنَّه قَطَعَ الأَذَى عنه، وقال ابنُ قُتَيْبَة: هو مَأْخوذٌ من النَّجْوَةِ، وهى ما ارْتَفَعَ من الأرض، لأنَّ مَنْ أرادَ قَضاءَ الحاجةِ اسْتَتَرَ بها. والاسْتِجْمارُ: اسْتِفْعالٌ من الجِمَارِ، وهي الحِجارَةُ الصّغَارُ؛ لأنَّه يَسْتَعْمِلُها في اسْتِجْمارهِ.
٣٥ - مسألة؛ قال: (وليس عَلَى مَنْ نامَ أو خَرَجتْ منه رِيحٌ اسْتِنْجاءٌ)
لا نَعْلمُ في هذا خِلافا. قال أبو عبد اللَّه: ليس في الرِّيحِ اسْتِنْجاءٌ؛ في كتابِ اللهِ، ولا في سُنَّةِ رَسُولهِ، إنَّما عليه الوُضُوءُ، وقد رُوِىَ عن النبيِّ ﷺ[أنَّه قال] (١): "من اسْتَنْجَى مِنْ رِيحٍ فليس مِنَّا". رَوَاه الطَّبَرَانِيُّ في "مُعْجَمِه الصَّغِير (٢) "، وعن زَيْدِ بنِ أَسْلَم في قوله تعالى: ﴿إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ﴾. إذَا قُمْتُمْ

(٧) الرجز للأعشى أبي بصير ميمون بن قيس يهجو وائل بن شرحبيل بن عمرو بن مرثد وقومه، وهو في ديوانه ٢٦٥، واللسان (خ ر أ، ط ى ب، ق ى ظ، ر خ م) ١/ ٦٤، ٥٦٧، ٧/ ٤٥٧، ١٢/ ٢٣٥.
(٨) الرَّخْمة: طائر أبقع على شكل النسر خلقة إلا أنه مبقع بسواد وبياض، وهو مما يأكل العذرة، وجمعه رَخَم ورُخْم. وقاظ بالمكان: إذا أقام به في الصيف. ورواية الديوان: "على يَنْخُوب". والينخوب: الجبان. ورواية اللسان: "على مطلوب".
(٩) في الأصل: "من الجمار وهى نجوت".
(١) سقط من: م.
(٢) سقط من: الأصل. ولم نجده في الصغير بعد الحدث حسب الطاقة. وهو في الجامع الصغير، للسيوطي ٢٩٨.

1 / 205