176

Al-Mufeed Fi Muhimat Al-Tawheed

المفيد في مهمات التوحيد

Publisher

دار الاعلام

Edition Number

الأولى ١٤٢٢هـ

Publication Year

١٤٢٣هـ

Genres

الفصل الثالث: لمن يكون الولاء؟ إن المسلم وهو ينشد مرضاة الله ﷿، يجب عليه معرفة من الذين يجب عليه ولاؤهم وموالاتهم، ومن هم الذين يجب أن يصرف لهم الحب، ويتوجه إليهم بالمحبة، حتى ينال رضى الله تعالى١. ولقد بين الله ﷿ لنا في كتابه لمن يصرف الولاء؛ فقال ﷾: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ، وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾ [المائدة: ٥٥-٥٦]؛ فمن تولى الله ﷿ ورسوله ﷺ، كان تمام ذلك تولي من تولاه، "وهم المؤمنون الذين قاموا بالإيمان ظاهرا وباطنا، وأخلصوا للمعبود بإقامتهم الصلاة بشروطها وفروضها ومكملاتها، وأحسنوا للخلق، وبذلوا الزكاة من أموالهم لمستحقيها منهم، وهم خاضعون لله ذليلون. ومن حقق هذه الولاية فإنه من الحزب المضافين إل الله إضافة عبودية وولاية، وحزبه الغالبون الذين لهم العاقبة في الدنيا والآخرة"٢. فعلم من هاتين الآيتين أن التوجه بالولاء يكون: لله -لدينه ﷿، ولكتابه-، ولرسوله- لسنته، ولهديه وطريقته ﷺ، ولعامة المؤمنين. ١- أما موالاة الله ﷿، فهذه يطلب فيها أشدها وأكملها، كما قال ﷿: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ﴾ [البقرة: ١٦٥] . ٢- أما موالاة الرسول ﷺ، فهذه يطلب فيها تقديم محبته ﷺ على كل غال وثمين؛ من ولد، ووالد، وأهل، وعشيرة، وأموال، وغير ذلك، يقول الله ﷿: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ

١ انظر حقيقة الولاء والبراء في معتقد أهل السنة والجماعة لسيد سعيد عبد الغني ص٦٤٥. ٢ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المناس للشيخ ابن سعدي ٢/ ٣١٠-٣١١.

1 / 205