بسم اللَّه الرَّحمن الرَّحيم وبه ثقتي (^١) وعليه توكلي
قال [الشيخ الفقيه الأجل] (^٢) الأستاذ النحويّ الأفضل، أبو الحجاج يوسف بن أبي عبد الملك [يبقى بن يوسف] (^٣) بن يَسْعون التُّجيْبي (^٤):
أمَّا بعد حَمدًا للَّه على ما أولاه، والصَّلاة على محمَّد رسوله الذي اصطفاه، وعلى سائر من اجتباه (^٥) ممن تقدّمه أو تلاه، فإني كنتُ في زمن الشّباب، والتحلي بحلية الآداب، حريصًا على صرف الخاطر السَّويّ، إلى شرح أبيات الإيضاح لأبي عليّ الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفسويّ؛ لكونه من أصغر الكتب النحوية حجمًا، وأوفرها من صحة التقسيم قسمًا، وأجمعها فوائد (^٦)، وأنفعها شواهد، إذا عرف من كلامه مغمضه، وكشف عن جُمَامه وعَرْمصه (^٧)، لطول عهده بوارد، مهتد إلى أعذب الموارد، ثم عاق عن الأمل (^٨)، اتصال الكسل، لقلة التنويه بأهليه،