وقد تأوَّل بعضهم هذا المذهب الفاسد على أبي عليّ ﵀ جهلًا منهم بموضعه الأرفع من هذه الصناعة. . . ".
٣ - خرجت عبارته في بعض المواضع عن حدود القواعد اللّغويَّة (^١)، ومن ذلك إدخاله (أل) على (كل) و(بعض) في قوله ٦٩/ أ وهو يتحدّث عن الشَّاهد:
فكيف أنا وانتحالي القوافي
"والقوافي هنا يعني به الشِّعر، وأكثر أهل العروض على أنَّ القافية إنما تقع على آخر جزء في البيت، أو كلمة فيه أو حرف، على الخلاف في هذا كلَّه فوضع الأعشى البعض هنا موضع الكلّ ومثله كثير في التوسع" وقد منع هذا الأسلوب كثير من العلماء ما عدا ابن درستويه (^٢).
وقال الدّكتور هلال وهو يتحدّث عن بعض المآخذ على الكتاب: "أوّلًا: أخطأ في تفسير المزن بالمطر، والصَّواب أنه السَّحاب الأبيض. . . " (^٣). وقد انتصرنا لابن يسعون في مبحث توثيق الكتاب بما يغني عن إعادته. وقال أيضًا: "رابعًا: قصر في شرح بعض الشَّواهد، وترك تفسير بعض ما يحتاج إلى التفسير، ويوضح ذلك موقفه مما أنشده أبو عليّ للنابغة: وقفت فيها. . . " (^٤).
وهذا منهج ارتضاه ابن يسعون لنفسه، ونصَّ عليه في مقدمة كتابه وفي خاتمته فلا ينبغي أن ينسب التقصير إليه.