وفي الموطأ وغيره حديث طلحة بن عبد الله بن كريز عن النبي ﷺ: «أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير» (^١).
وفي السنن حديث الذي قال: يا رسول الله إني لا أستطيع أن آخذ من القرآن شيئا فعلمني ما يجزئني في صلاتي فقال: قل: «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر» (^٢).
ولهذا قال الفقهاء: إن من عجز عن القراءة في الصلاة انتقل إلى هذه الكلمات الباقيات الصالحات. وإنما الغرض من الذكر والدعاء ما ليس بمشروع الجنس أو هو منهي عنه أو عن صفته كما قال تعالى: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ [الأعراف: ٥٥].
وقال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾ [الأعراف: ١٨٠]، فلا يدعى إلى بأسمائه الحسنى.
ومن المنهي عنه: ما كانوا يقولونه في الجاهلية في تلبيتهم:
(^١) رواه مالك في الموطأ: القرآن، باب ما جاء في الدعاء (١/ ٢١٤) ح ٣٢، والترمذي كتاب الدعوات، باب في دعاء يوم عرفة حديث رقم ٣٥٨٥، وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم ١١١٣، وفي الصحيحة برقم ١٥٠٣.
(^٢) رواه أبو داود كتاب الصلاة، باب ما يجزئ الأمي والأعجمي من القراءة حديث رقم (٨٣٢)، والنسائي (٢/ ١٤٣) ح ٣٨٠٠، وأحمد (٤/ ٣٥٦)، وحسنه الشيخ الألباني كما في صحيح سنن أبي داود (١/ ٢٣٥) ح ٨٣٢، وكذا المشكاة برقم (٢٢٥٢).