384

============================================================

متالات البلخي القول في حكم الدار: قال أبو الحسين: إن حكم الذار عند واصل وعمرو ومن بعدهما من المعتزلة وعند من كان في عصرهما من أتباعهما: أنها دار إيمان وإسلام، حكم أهلها حكم المسلمين، لهم ما للمسلمين، وعليهم ما على المسلمين قال: وهذا قول أصحابنا جميعا من المتقدمين والمتأخرين إلا جعفر بن مبشر.

فقال جعفر بن مبشر: إن الدار اليوم دار فسق، لما ظهر فيها من المنكر والفسوق والفجور وقذف المحصنات في الطرق والأسواق، لا ينكر ذلك عليهم أحك، ولا ينهاهم عنه ناه ثم معاملاتهم فيما بينهم، وغضب بعضهم لبعض؛ كل ذلك فجور وفسق، قال: فحكمث عليهم بما ظهر لي منهم وبما شاهدته من أفعالهم.

قال: وزعمت الضفرية(1) أن الدار دار كفر؛ لظهور التشبيه والإجبار فيها، لا ينهاه عن ذلك ناه، ولا ينكره منكر، والتشبيه والإجبار من أعظم الكفر وأغلظه ال وقالت الخوارج كلها إلا الإباضية: إن الدار دار كفر وشرك؛ لأن الحكم بغير ما أنزل الله ظاهر فيها والذنوب ظاهرة وقد أعلنث، وهي كفر وشرك، ولأن (1) في الأصل: الصوفية.

Page 384