============================================================
الفن الرابع: المقالات التي اختلف فيها أهل الملة مقتول في الحكم. ووجذنا أهل الكبائر ليسوا من واحد من الضربين، وليسث أحكامهم كأحكامهم، علينا أنهم ليسوا بكفار؛ لأنهم لو سئوا كفارا لحكم عليهم بحكم الكفار، ولوشثوا مؤمنين لثبت لهم ثواب المؤمنين، فلما زال هذا أزلنا عنهم اسم الإيمان/ والكفر، وسميناهم فساقا، ليسوا بمؤمنين ولا كفارا. (180ب) قال أبو الحسين: قول أبي الهذيل وبشر وأصحابهما.
قال محمد بن شبيب: وقال قوم آخرون من المعتزلة: إن الإيمان اجتناب المعاصي في الكبائر، والكبائر ما جاء فيه الوعيل وقد يجوز(1) أن يكون ما يجيء فيه الوعيد كبيرا عند الله، ويجوز أن لا يكون فيما لم يجيغ فيه الوعيد كبير في الإيمان، اجتناب فيه الوعيد عندنا، فأما عند الله فاجتناب كل كبير.
وهذا قول إبراهيم، به قال.
وقال آخرون: الإيمان اجتناب ما فيه الوعيد عندنا وعند الله، وليس الإيمان غير ذلك عندنا وعند الله وهو ما يلزم به الاسم، وما سوى ذلك فصغير مغفود باجتناب الكبير: قال: وقال بعضهم: إن ما كان من الإيمان تركه كفر وأخذه إيمان، وكل ما كان تركه معصية فأخذه إيمان بالله، وذلك نحؤ الصلاة والصيام والأعمال الصالحة.
قال: وقال بعضهم: كل ما كان أخذه إيمانا من الإقرار والمعرفة والصلاة والصيام والحج والأعمال الصالحة كلها، فإن أخذه إيمان بالله، فمن ذلك ما يكون تركه كفرا، ومنه ما يكون تركه فسقا، ومنه ما يكون تركه ليس بكفر ولا (1) في الأصل وبخوهه والمثبت يقتضيه السياق.
Page 367