365

============================================================

الفن الرابع: المقالات التي اختلف فيها أهل الملة من عنده، وإثبات ما في العقل تحريمة وترك الظلم والكذب، فمن خالف شيئا مما في العقل ودان بذلك على الله فهو كافر مشرك.

وأما الأسماء والنحل وما أشبه ذلك فاختلف فيه أهل الضلاة مما ليس في العقل رده، وإنما هو باجتهاد الرأي على /حد ما قالت الفقهاء.

قال: فقالت الرافضة: إن الإيمان هو الإقرار بالله وبرسله وبالإمام وبجميع ما جاء من عندهم، وأما المعرفة بذلك وضرورة عندهم، فإذا أقر وعرف فهو مؤمن مسلم، وإن أقرولم يعرف، فهو مسلم وليس بمؤمن، وجميغ أهل الإسلام يجعلون الإسلام هو الإيمان ما خلا الرافضة فإنهم احتجوا بقوله: (قالت الأعراب} [الحجرات:14].

قال: وقالث بعض أهل المعتزلة: كل طاعة كبرت أو صغرت من فرض أو نفل إيمان، ولكن اسم الإيمان يلزم عندنا باجتناب ما فيه الوعيد ويلزم عند الله باجتناب الكبائر إن كان فيها يجيء فيه الوعيد كبير، عند الله، والإيمان عند الله هو الإيمان عندنا.

قال: واحتكوا في ذلك بأن قالوا: إنما علمنا أن اجتناب الكبائر إيمان بالله يعذب على تركه ويبرأ من صاحبه، فلما كان ذلك كذلك لم يجز أن يبرأ منه وهو مؤمن، فلا يجوز أن يبرأ منه وهو ليس بمؤمن؛ لأن الله قال: { وكشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلاكبيرا } (الأحزاب: 47)، فلما أخبرنا بما أعد لهم من الفضل، وأخبرنا بما أعد لهؤلاء من العذاب علمنا أن ترك ما أعد لهم بتركه العذاب إيمان؛ إذكان لا يجوز أن يدعو ما ليس بإيمان، فيزيل عنهم أسماء الطيبة من الإيمان والبر والتقوى وهم لم يدعوه إيمانا، فلما أزال عنهم بركوب

Page 365