============================================================
الفن الرابع: المقالات التي اختلف فيها أهل الملة وحجة، وإذا كان هذا واجبا فقد صار الكفر على قوله حجة لله ودليلا عليه قالوا: وقد يكون المعنى للواحد بغير عينه بعبارتين: إحداهما عبارة عنه و حده لا يشركه فيها معنى غيره، والعبارة الأخرى يعبر بها عنه معنى وعن غيره. فيجوز إطلاق العبارة التي يخصه وحده ولا يشاركه فيها غيره، ولا يجوز اطلاق العبارة الأخرى التي تعمه وغيره ويشاركه فيها سواه، ولاسيما إذا كان المعنى الذي يشرك معه في العبارة معنى فاسدا لا يجوز القول به، فالقول بأن الأعراض أدلة على الله قول صحيخ مستقيم لا يوهم خطأ، والقول بأن الكفر دليل على الله قول يوهم معنى فاسدا غير المعنى الذي يقصد إليه بقول: إن الأعراض أدلة على الله، فامتنغنا منه وأطلفنا القول بأن الأعراض أدلة على الله جل ذكره.
قالوا: وقد دخل خصومنا في مثل قولنا فيما حكيناه عنهم وذكرناه من قولهم ال ومما يقولون به أيضا مما هو سببه بما قلنا: إن الأجسام عندهم أدلة على الله جل ذكره، وقد تفسد بعض الأجسام ولا يقولون: إن حجج الله أو أدلته(1) بليث.
باب الاختلاف في التعديل والتجوير وما اتصل بذلك القول في الإرادة من الله لأفعال خلقه: قال أهل العدل من المعتزلة والمرجئة وغيرهم: لن يجوز أن يريد الله الكفر والشتم له، ولا يشاء من معاصيه التي تسخطه.
(1) في الأصل: حج الله أو دلته.
Page 299