============================================================
الفن الرابع: المقالات التي اختلف فيها أهل الملة والدليل، ولن يدعو النبي ولا يلزمة قبول قوله إلا مع مجيئه بالآية الواضحة والحجمة القاطعة.
قالسوا: هذا الذي يدعوه النبيي في أول مرة وإن كان لا يجب عليه إجابته خصوصا إلا بعد ما ذكزنا، فإن عليه بعد ما يأتيه أن يعلم بعقله توحيد الله وعدله وحكمته وجوده، وإن إرسال الؤسل جائز في حكمته وواجث في وده ورحمته.
القول في أخبار الأنبياء عليهم السلام: هل يجوز أن ينقطع عن أحد ممن بعثث إليه لبعد المسافة أو لغير ذلك؟
قال قوم: قد يجوز ذلك، من انقطع خبرها عنه فمحجوخ بعقله، فإن كفر أو ارتكب الكبائر المستقبحة في العقل عذب.
وقال قوم من هؤلاء: إنه إن كفر عذب، فأما ارتكاب الكبائر فإن كان (60/ با قد أصاب التوحيد وغيره مما تركه كفر، فقد يجوز أن يعذب على ارتكاب الكبائر ويجوز أن لا يعذب.
وقال قوم: إنهم وإن كانوا محجوجين فلن يعذبوا على ارتكاب كبيرة ولا كفر إذا انقطع عنهم خبر الأنبياء؛ لأن الله وهب ذلك لهم فقال: وماكتا معذبين حت نبتعث رسولا) [الاسراء: 15) .
وقال قوم: لن يجوز أن ينقطع أخبار الأنبياء عمن بعثث إليه، ونبينا محمد صلى الله عليه لن يجوز انقطاع خبره عن كل مكلف لأنه مبعوث إلى الجميع.
Page 291