الأغذية متفاوتة في قواها. فمنها لطيفة ومنها غليظة ومنها متوسطة بين الغليظة واللطيفة. أما الأغذية اللطيفة فهي ثلاثة أجناس: منها ما يتولد منها دم لطيف فيقال لها ملطفة، لأن الدم المتولد منها إذا خالط الدم الذي في البدن صار الكل أرق وألطف مما كان. كلباب جسم الحنطة المغسول غسلات. ولحم الفراريج والدراج والطيهوج والحجل وأجنحة الطيور. وما لان لحمه من صغار السمك ولم يكن فيه لزوجة. والقرع وما أشبه ذلك.. وهذا جنس من الأطعمة نافع لمن ليست له حركة وكانت الحرارة الغريزية في بدنه ضعيفة ولم يأمن أن يتولد في بدنه كيموس غليظ أو يتولد في كبده أو في طحاله سدد أو في كلاه أو دماغه أو يكون في بعض مفاصله علة من البلغم. ومن الأغذية الملطفة جنس آخر يلطف ما بقي من الشيء الغليظ بما فيه من الحدة والحرافة. وهو في نفسه غليظ مولد للكيموس الغليظ. كالبصل والجزر والشلجم والفجل وما أشبه ذلك. وهذا الصنف من الأطعمة متى طبخ أو شوي ذهبت عنه قوة الحرارة والتقطيع وبقي جرمه غليظا رديئا. وقد يمكن أن ينال هذه المنفعة من تقطيع مثل هذه الأطعمة وتلطيفها. ويسلم من غلظ جرمها على ثلاث جهات. إما أن يطبخ مع ما فيه من الغلظ فيلطفه كالذي يفعل بالبصل. وإما بأن يعصر أو يطبخ ويستعمل ماؤها كالذي يفعل بالفجل. وإما بأن يؤكل منه شيء نيىء ليقطع البلغم كالذي يفعل بها جميعا. ومن الأغذية الملطفة جنس آخر ثالث يكون الذي يتولد منه لطيفا ويلطف ما يلقاه في البدن من الكيموس الغليظ اللزج. وفي هذا الجنس من الأطعمة أربعة أصناف: الصنف الأول منها عذب حلو يلطف بما فيه من قوة الحلاوة كماء الشعير والبطيخ والتين اليابس والجوز والفستق والعسل وما يعمل منه من التلطيف. وهذا الصنف قريب في منفعته من الجنس الأول من الأطعمة الملطفة إلا أنه أبلغ منه في تلطيف البدن. الصنف الثاني: حار حريف مقطع كالخردل والحرف والثوم والكراث والكرفس والجرجير والسعتر والنعنع والفوتنج والرازيانج والسذاب والشبت والكمون والكراويا والكبر والشراب الأصفر الصافي اللطيف العتيق الريحاني. وهذا الصنف بليغ لمن احتاج إلى نضج سدد الكبد والطحال والصدر والدماغ وتقطيع البلغم وترقيقه ولا ينبغي لأحد أن يستعمله دائما. لأنه يرقق الدم أولا ويصيره مائيا فيقل لذلك غذاء البدن ويضعف. ثم إنه من بعد ذلك يسخن الدم سخونة مفرطة فيصير أكثره مرة صفراء. الصنف الثالث: يذيب ويطلف بملوحته كالمري وما لان لحمه وقل شحمه مثل السمك إذا ملح والسلق وماء الجبن وكل ما يجعل فيه من الأطعمة الملح والمري والبورق ومنافع هذا الصنف ومضاره قريبة من منافع ومضار الأشياء الحارة الحريفة. إلا أن هذا الصنف في تنقية المعدة وتليين الطبيعة أبلغ. الصنف الرابع: يقطع ويلطف بحموضته كالخل والسكنجبين وحماض الأترج وماء الرمان الحامض وكل ما يتخذ منها من الأطعمة. وهذا الصنف نافع لمن كانت معدته وسائر بدنه حارا إذا تولد فيه بلغم من الغلظ ما يتناول من الأغذية أو من كثرتها. والأطعمة الغليظة إن صادفت بدنا حارا كثير التعب قليل الطعام كثير النوم بعد الطعام، انهضمت وغذت البدن غذاء كثيرا باقيا وقوته بقوة كثيرة. وأجود ما تستعمل هذه الأغذية في الشتاء لاجتماع الحرارة في باطن البدن وطول النوم. ومتى أحس أحد في بدنه نقصانا بينا، أو أكلها أحد، كانت الحرارة في بدنه قليلة وخاصة في المعدة، أو تعبه قليل، كثير الطعام، ونومه بعده قليل لم يستحكم انهضامها وتولد منها في البدن كيموس غليظ، يتولد منه في البدن سدد في الكبد والطحال فينبغي لمن أكل طعاما غليظا من غير حاجته إليه لغلبة الشهرة، عليه أن يقلل منه ولا يفرده ولا يدمنه. ومن كان بدنه معتدلا صحيحا ولم يكن له تعب كثير أو لم يكن يحتاج إلى قوة البطش، فأجود الأغذية له المتوسطة فيما بين اللطافة والغلظ لأنها لا تنهك البدن ولا تضعفه كالأغذية اللطيفة ولا تولد خاما ولا سددا غليظة. وهي ما أحكم صنعته من الخبز ولحوم الدجاج والجداء والحولية من الماعز. وإما لحوم الخرفان والضان فكلها رطب لزج. ولحم فراخ الحمام والعصافير يولد دما أسخن وأغلظ من الدم المعتدل. وأما الأوز فالأجنحة منها معتدلة وسائر البدن كثير الفضول. وكل ما كثرت حركته من الطير وكان مرعاه في موضع جيد الغذاء صافي الهواء حار أو جاف كان أجود غذاء وألطف. وكل ما كان على خلاف ذلك فهو أردأ وأوسخ غذاء. وكل ما لم يستحكم نضجه من البيض وخاصة ما ألقي منه على الماء الحار وأخذ قبل أن يشتد فهو معتدل الغلظ. وكل ما كان من السمك ليس بصلب اللحم ولا بكثير اللزوجة ولا له زهومة وكان طيب الطعم وكان مرعاه في ماء نقي من الأوساخ والحماة فهو جيد الإغذاء. ومن الفواكه العنب والتين، فإنهما إذا استحكم نضجهما على الشجر وأسرع انحدارها إلى الجوف، كان ما يتولد من ذلك معتدلا في اللطافة. وإن لم ينحدرا فلا ضرر منهما. ومن البقول الهندبا والخس والهليون. ومن الأشربة ما كان لونه ياقوتيا صافيا ولم يكن بعتيق جدا. وأما الأطعمة الكثيرة الفضول فلحم الأوز خلا الأجنحة، والأحشاء في كل الحيوان، والدماغ، وطيور الغياض والآجام والمزارع، والحمص الطري، والباقلي، ولحم الضان، ولحم الرضع من كل حيوان، ولحم كل ساكن غير مرتاض، وما كان من السمك في الماء الوسخ والحمأة. والأطعمة التي لا ثفل لها كأجنحة الطيور وأكارع المواشي ورقابها، وما يرتع في البر من الحيوان في المواضع الجافة. والأغذية المتوسطة بين ما يولد الكيموس الجيد وما يولد الكيموس الردىء: خبز الخشكار، ولحم الخصيتان من المعز والضأن. ومن الأعضاء اللسان والأمعاء والثرب. ومن الفواكه العنب النضيج وخاصة المعلق والتين النضيج والرطب والجوز والشاه بلوط. ومن البقول الخس وبعده الهندبا وبعده الخيار وبعده القطف ثم بقلة الحمقاء ثم الحماض ثم ما لم يكن فيه حدة وكثرة من الأصول. والأغذية الحارة: يحتاج إليها من كان عليه البرد في الأوقات الباردة وفي البلاد الباردة. منها الحنطة المطبوخة والخبز المتخذ من الحنطة والحمص والحلبة والتمر والسمسم والشهدانج والعنب الحلو والزبيب الحلو والكرفس والجرجير والفجل والخردل والحرف والجوز والثوم والبصل والكرات والجبن العتيق والشراب الحلو وأسخن الأشربة الحار العتيق الأصفر. والأغذية الباردة: يحتاج إليها من كان حار البدن وفي الأوقات والبلدان الحارة وهي الشعير وكل ما يتخذ منه والجاورس والقرع والبطيخ والقتاء والإجاص والخيار والخوخ وما إلى الحموضة والعفوصة من العنب والزبيب والطلع والحماض والبلح والخس والهندبا وبقلة الحمقاء والخشخاش والتفاح والكمثرى والرمان. فما كان منها عفصا فهو بارد غليظ وما كان حامضا فهو بارد لطيف. وأما الخل فإنه بارد لطيف ضار للعصب. وما كان من الشراب أبيضا عفصا فهو أقل الأشربة حرارة. فإن كان ذلك غليظا حديثا فهو بارد. والأغذية اليابسة: يحتاج إليها من كان الغالب على بدنه الرطوبة، وفي الأوقات الرطبة والبلدان الرطبة. وهي كالعدس والكرنب والسويق الجاف وكل ما يشوى وكل ما يطجن وكل ما يقلى وكل ما أكثر فيه من السذاب والإبزار والخردل والخل والمري واللحوم المسنة من جميع الحيوان. والأغذية الرطبة: يحتاج إليها من قد أفرط عليه اليبس وفي الأوقات والبلدان اليابسة ومنها ماء الشعير والقرع والقثاء والبطيخ والخيار والبقلة اليمانية والقطف والباقلي الرطب والحمص الرطب واللوبياء الرطب وكل ما يطبخ بالماء ويسلق ويقلل فيه من الأبزار والخل والمري والسذاب ولحوم الصغار من كل الحيوان. والأغذية التي تصلح للمعدة: السفرجل وزيتون الماء وخاصة ما عمل منه بالخل والزيت والعفص والعنب المدفون في تفل العصير والبسر والشراب الطيب الرائحة. وقشور الأترج الأصفر إذا أخذ منه اليسير، قوى المعدة، ومتى أخذ منه الكثير اتخم لأن جرمه صلب بطيء الانهضام. وكل طعام وشراب قابض إن قدم أخذه قبل سائر الأطعمة والأشربة أمسك البطن، وأن أخذ منه بعد سائر الأطعمة والأشربة أسهل البطن لعصبية المعدة وإعانته إياها عند ذلك على دفع الطعام وربما اجتمع في المعدة بلغم لزج فلطخها وأفسد الشهوة معها، فيصلحها منه. ومن الأغذية ما يقطع البلغم ويجلو المعدة كالخل والفجل والشراب الحديث والجوز مع التين. وربما كانت مسترخية ضعيفة فيها لطخ من البلغم فيحتاج إلى ما يقطع البلغم وينقيها لقبض جرمه وتقويته كالكبر المعمول بالخل وحده أو بالخل والعسل والشاهترج إذا كان بالخل والشراب العتيق الحار الطيب الرائحة، ومتى تولدت في المعدة مرة فالكشوت ينفعها والكرفس. الأغدية الضارة للمعدة: السلق. للذعه إياها لما فيه من الحدة والبورقية، والباذروج والشلجم (ما لم يستقص فيها من لذع)، والبقلة اليمانية، والقطف (يفتران المعدة للزوجتهما، لذلك ينبغي أن يؤكلا بالخل والمري)، والحلبة (رديئة للمعدة للزوجتها وكثرة دهنها)، والتين (لسرعة استحالته لأنه يحمض في المعدة الباردة ويستحيل إلى الصفراء في المعدة الحارة) والعسل (متى أكثر منه لذع المعدة وغثى) والبطيخ، أيضا يغثي. وإذا لم ينضج في المعدة تولد منه كيموس رديء ولذلك فهو يفعل الهيضة فينبغي بعد أكل البطيخ أن يؤكل طعام كثير جيد الكيموس، والأدمغة (كلها رديئة للمعدة لذلك ينبغي أن تؤكل مع الخبز بالصعتر والفوتج البري والخردل والملح)، الشراب الغليظ الحديث الأسود العفص (تسرع الحموضة إليه في المعدة ويغثي). الأغذية التي تصدع الرأس: اللبن، والسمون كلها، والعنب الذي يدفن في ثفل العصير، والجرجير، والحلبة، والشهدانج، كلها تصدع الرأس. والشراب الأصفر العفص يصدع الرأس ويغثي أكثر من الأسود العفص. وأما الشراب الأبيض الرقيق فإنه لا يصدع الرأس، ولكنه ربما يسكن الصداع وكان للرأس أصلح من الماء، إذا كان الصداع من فضل في المعدة. الأغذية التي تنفخ : الحمص والباقلاء وخاصة أن طبخ صحيحا، فإن طبخ مقشرا أو مسحوقا كان أقل نفخا، وإن قلي أيضا قل نفخه. وبعد هذه اللوبيا والماش والشعير والعدس إذا لم يحكم طبخها. والفقاح والانجدان والحلتيت المحروق والتين الرطب يولد نفخا إلا أن نفخه يتحلل سريعا لسرعة انحداره. وما استحكم نضجه من التين ليس له نفخ. والرطب نافخ، والتين يولد في المعدة رياحا، والعسل إذا لم يطبخ يولد رياحا، ومتى طبخ ونزعت رغوته لم ينفخ. والشراب الحلو إذا كانت فيه حلاوة، والعصير، وكل طعام نافخ، وأن إحكام صنعته وإحكام طبخه ونضجه ينقص من نفخه، وما يقلى منها أيضا يقل نفخه، وما يخلط به الإبزار المحللة للرياح كالكمون والأينسون والكاشم والسذاب يقل نفخه والخل الممزوج بالعسل أيضا يلطف الرياح ويذهب النفخ. الأدوية التي تلطف وتجلو وتذهب بالسدد: ماء كشك الشعير والحلبة والبطيخ الحلو والباقلاء والحمص (الأسود منه ينقي الكلى ويفتت الحجارة المتولدة فيها) والكبر بالخل، والعنصل إذا أكل قبل الطعام فإنه يجلو وينقي المعدة والأمعاء ويفتح السدد في الكلي، وخاصة إن أكل بالخردل والبصل والثوم والكراث. والفجل، يقطع ويلطف الكيموس الغليظ، وماء الجبن، أيضا يلطف. والتين رطبه ويابسه ينقي ويجلو الكلى. واللوز وخاصة المر منه يلطف ويجلو ويفتح سدد الكبد. والطحال يعين على نفث الرطوبة من الصدر والرئة، والفستق، يقوي الكبد ويفتح سددها. وعسل النحل يلطف ويجلو وخاصة ما التقط من شجر حار يابس كالصعتر وما أشبه. وماء العسل يلطف البزاق الغليظ ويعين على نفثه. والسكنجبين يلطف ويقطع الرطوبة الغليظة اللزجة ويفتح سدد الكبد. والطحال ينقي الصدر والرئة.. والشراب اللطيف ينقي العروق من الكيموس الغليظ والعتيق إذا كانت له حدة وحرافة وينتفع به من كان في كبده وبدنه كيموس غليظ بارد. وأما الشراب الرقيق المائي فإنه يعين على نفث الرطوبة من الرئة بتقويته للأعضاء وترطيبه وتلطيفه لما فيها من الفضل الغليظ، وقد يفعل ذلك الشراب الحلو. الأغذية التي تولد السدد: اللبن إذا كانت المائية فيه قليلة والجبنية فيه كثيرة، ربما أحدث سدد في الكبد وحجارة في الكلى في من أكثر من استعماله وكانت كلاه وكبده مستعدة لقبول الآفة. وجميع الأطعمة الحارة رديئة للكبد والطحال إذا كانت فيها صلابة وغلظ. والتين، إن أكل وحده زاد في غلظ الكبد والطحال وأن أكل مع ما يلطف ويجلو كالفودنج الجبلي والسعتر والفلفل، يفتح سدد الكبد والطحال. والتمر والرطب وجميع ما يتخذ من الحنطة سوى الخبز المحكم الصنعة والأشربة الحلوة تولد سددا في الكبد وحجارة في الكلى وتغلظ الطحال. الأغذية البطيئة الانحدار: كل ما يتخذ من لباب الحنطة والباقلي والأدمغة والكبود والأفئدة وكل ما اشتد من البيض المسلوق والمشوي والمقلي واللوبيا والسمسم والبلوط والتفاح والكمثرى العفص والشراب الحلو العفيص الحديث الغليظ والمياه كلها. الأغذية التي يسرع إليها الفساد في المعدة: المشمش والتوت والبطيخ والقرع إن لم يسرع بالانحدار عن المعدة وصادف فيها كيموسا رديئا أسرع إليها الفساد فيجب لذلك أن تؤكل قبل الطعام على نقاء من المعدة ليسرع الإنحدار عنها ويسهل الطريق لما يؤكل بعدها. ومتى أكلت بعد الطعام فسدت لبقائها في المعدة وأفسدت سائر الطعام بفسادها. وربما بلغ هذا الفساد أن يصير بمنزلة السم القاتل. الأغذية التي لا تفسد سريعا: من كان الطعام يفسد في معدته، فأجود الأطعمة له ما غلظ وتصلب وأبطأ في استحالته كلحم البقر والأكارع خاصة ولا سيما أكارع البقر وما أشبه ذلك. الأغذية التي تلين البطن: متى كان فضل الطعام بطيء الانحدار عن المعدة والأمعاء احتيج إلى استعمال الأطعمة الملينة والمسهلة وهي ما كان فيها حلاوة أو حدة أو ملوحة، من ذلك ماء العدس وماء الكرنب فإنهما يلينان البطن وجرمهما يمسك بالبطن ومرقة الديوك العتيقة والخبز الخشكار وماء الحلبة مع العسل وزيتون الماء إذا أكل قبل الطعام مع المري يلين البطن وإن أكل بعد الطعام وبلامري يفسد الطعام وخاصة الغض منه. وما عمل بالخل قوى المعدة على دفع الطعام لما ذكرنا آنفا في الأشياء القابضة المقوية للمعدة. ومارق من اللبن وكثر ماؤه، وماء الجبن خاصة إذا خلط به الملح والعسل، ولحم الصغير من الحيوان، والسلق ، والقطف، والبقلة اليمانية، والقرع، والبطيخ والزبيب الحلو، والتوت، والجوز الرطب واليابس إذا نقع وطبخ بماء العسل وأكل وشرب خلفه شراب حلو فإنه يهضم الطعام حتى يلين البطن وأما ماء العسل والشراب فربما جريا سريعا إلى العروق وأنفذا معهما جل الغذاء فحبسا البطن وأدرا البول وربما بقيا في المعدة فلذعاها وهيجاها لدفع الطعام وأسهلا البطن. والعسل إذا لم يطبخ لين البطن وإن طبخ لم يلينها. وكذلك فإن ماء العسل إن أكثر طبخه، والسكنجبين يجلو المعدة والأمعاء وربما أحدث في الأمعاء سحجا. والشراب الحلو والعصير يلينان البطن. الأغذية التي تمسك البطن: إذا كان الطعام ينحدر عن المعدة قبل انهضامه احتجنا إلى الأطعمة الممسكة الحابسة وهي ما غلب عليه اليبس والعفوصة والغلظ. والسفرجل والكمثرى وحب الآس وثمرة الفوتنج وجرم العدس والبلوط والشاهبلوط والشراب العفصي، تمسك البطن بعفوصتها وقبضها. والأرز والجاورس والدخن وسويق الشعير تمسك البطن وتيبسها، ولحم الأرنب والكرنب بعد طبخه وصب مائه الأول عنه ربما يلين. واللبن المطبوخ والجبن يمسكان البطن لغلظهما. وينبغي أن يطبخ اللبن حتى يذهب ماؤه. فإن مائية اللبن تلين البطن، وقد يمكن أن يصلح بأن يلقي فيه حصى أو قطع حديد محماة. فإذا ذهب عنه الماء نفع من يجد لذعا في المعدة أو في الأمعاء من فضل حار إلا أنه يغلظ جدا، فإذا فعل به ذلك فربما جمد وتجبن في المعدة وربما نفذ عن المعدة فولد سددا في الكبد أو حجارة في الكلى. فيجب لذلك أن يلقى عليه بعد أن تنقى عنه مائيته ليرق ولا يثخن ولا يولد سددا ولا حجارة. وأما الأشياء الحامضة كماء التفاح الحامض والرمان الحامض فإذا صادفت من المعدة كيموسا رديئا غليظا قطعته وأحدرته ولينت البطن. وإن صادفتها نقية أمسكت البطن.
في قوى الحبوب المألوفة التي يتخذ الخبز منها:
Page 122