122

Al-Lama' Al-'Azizi Commentary on Al-Mutanabbi’s Diwan

اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي

Investigator

محمد سعيد المولوي

Publisher

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Genres

وقوله:
كالبدر من حيث التفت رأيته ... يهدي إلى عينيك نورًا ثاقبا
أي: مضيئًا. يقال: ثقبت النار ثقوبًا، والذي يطرح عليها لتقد يقال له: الثقوب. قال الشاعر، ويقال: إنه لأبي الأسود الدؤلي: (١٧/ب) [الطويل]
أشاد به في الناس حتى كأنه ... بعلياء نار أوقدت بثقوب
وقيل: حسب ثاقب: استعاروه من النار والنجم، يريدون أن الآباء فيه مشهورون. قال قيس ابن الخطيم: [الطويل]
ويوم بعاثٍ أسلمتنا سيوفنا ... إلى نسبٍ في جذم غسان ثاقب
والنجم الثاقب: قيل: المضيء، وقيل: المرتفع.
وقوله:
كالشمس في كبد السماء وضوؤها ... يغشى البلاد مشارقًا ومغاربا
كبد السماء: وسطها، وكذلك وسط كل شيء، وقالوا: رجل أكبد إذا كان عظيم الوسط. وإنما أصل ذلك أن تكون كبده عظيمة، وقالوا: صخرة كبداء؛ أي: عظيمة، وأصل ذلك فيما له كبد. وقالوا: بلغ كبيدات السماء. قال الشاعر: [الطويل]
وأي أناسٍ لا أبحت بغارةٍ ... يساوي كبيدات السماء عمودها
يعني بعمودها غبارها.
وقوله:
شادوا مناقبهم وشدت مناقبًا ... وجدت مناقبهم بهن مثالبا
يقال: شاد البناء وشيده، وقال بعض الناس: هما واحد، إلا أن شيد للتكثير. وقيل: شاده إذا طلاه بالشيد وهو الجص، وشيده إذا رفعه، والأشبه أن يكون الأصل واحدًا، وأن يكون المراد أنه عمل بالشيد وقد استعملته العرب قديمًا. قال الشماخ: [البسيط]

1 / 125