118

Al-Istinbāṭāt waʾl-fawāʾid al-Saʿdiyya min al-suwar waʾl-āyāt al-Qurʾāniyya

الاستنباطات والفوائد السعدية من السور والآيات القرآنية

Publisher

دار الصميعي للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٤٢ هـ- ٢٠٢١ م

Genres

الدرس ٦١
قوله تعالى: ﴿فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (٩٤)﴾ [سورة يونس].
قال ﵀:
يقول تعالى لنبيه محمد ﷺ: ﴿فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ﴾؛ هل هو صحيح أم غير صحيح؟ ﴿فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ﴾، أي: أسأل أهل الكتاب المنصفين والعلماء الراسخين؛ فإنهم سيُقرون لك بصدق ما أخبرت به وموافقته لما معهم، فإن قيل: إن كثيرًا من أهل الكتاب من اليهود والنصارى -بل ربما كان أكثرهم ومعظمهم- كذبوا رسول الله ﷺ وعاندوه ورَدُّوا عليه دعوته، والله تعالى أمر رسوله ﷺ أن يَستشهد بهم، وجعل شهادتهم حجة لما جاء به وبرهانًا على صدقه؛ فكيف يكون ذلك؟!
فالجواب عن هذا من عدة أوجه:
١ - أن الشهادة إذا أضيفت إلى طائفة أو أهل مذهب أو بلد ونحوهم، فإنها إنما تتناول العُدُول الصادقين منهم، وأما مَنْ عداهم فلو كانوا أكثر من غيرهم فلا عبرة فيهم؛ لأن الشهادة مبنية على العدالة والصدق، وقد حصل ذلك بإيمان كثير من أحبارهم الربَّانيين؛ كعبد الله بن سلام وأصحابه وكثير ممن أسلم في وقت النبي ﷺ وخلفائه ومَن بعدهم.

1 / 123